توافقت نخب وشرائح مجتمعية من سكان مدينة غزة، على انتخاب الدكتور يحيي السراج، رئيسًا لبلدية غزة، خلفًا للمهندس نزار حجازي.
جاء ذلك، خلال لقاء "البيت المفتوح" الذي نظمته البلدية بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي في مركز رشاد الشوا الثقافي غرب المدينة، أمس، وذلك بعد أن بدأت عملية الانتخاب بمرشحين، تنازل المرشح الثاني للسراج لرئاسة بلدية غزة.
وحضر اللقاء وكيل وزارة الحكم المحلي م. إبراهيم رضوان، وأعضاء المجلس البلدي الحالي، ونخب مجتمعية، ورؤساء وأعضاء لجان الأحياء، وممثلو النقابات والاتحادات المختلفة، ولفيف من المخاتير ورجال الإصلاح والأعيان، ومسؤولون في القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وممثلون عن الشباب والمرأة.
وأشاد رضوان بأداء المجلس البلدي برئاسة حجازي وجهده في خدمة سكان المدينة طيلة فترة توليه المنصب، مؤكدا أن المدينة شهدت في عهد المجلس الحالي تنفيذ مشاريع تطويرية حيوية وتحسن في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأوضح رضوان، خلال كلمته، أنه في ظل تعطل إجراء الانتخابات المحلية فإن وزارة الحكم المحلي استثمرت عقد لقاء "البيت المفتوح" من خلال دعوة النخب المجتمعية وممثلي المؤسسات والهيئات المحلية والنقابات المهنية، والقطاع الخاص ورؤساء الجامعات لانتخاب رئيس جديد لبلدية غزة.
من جهته؛ أكد حجازي أن البلدية مؤسسة أهلية خدماتية مستقلة ماليًّا، وجدت لخدمة المواطنين، مبينًا أن المجلس البلدي الحالي والسابق عملا في ظروف صعبة منذ عام 2008م.
وقال: كانت المدينة تعاني أزمات ومشاكل كثيرة ومعقدة في كل الخدمات، بفعل الحصار الإسرائيلي ومحدودية التمويل والوضع الاقتصادي المتردي وفرض إجراءات عقابية على سكان غزة وضعف التحصيل، لكن البلدية تمكنت من تحسين واقع الخدمات في المدينة.
وفي ختام اللقاء، أثنى العشرات من الحضور على السراج ومناقبه داعمين عملية ترشيحه، مذكرين بسيرته الإدارية والأكاديمية والشعبية وعلاقاته الدولية الواسعة والنجاح الذي حققه في مختلف المناصب التي شغلها سابقًا.
وأشاد العديد من رجال الأعمال والتجار والقطاع الخاص والوجهاء والمخاتير والأكاديميين ورؤساء في مؤسسات المجتمع المدني بالسراج، وأكدوا دعمهم ووقوفهم إلى جانبه في الارتقاء بواقع المدينة وتطوير الخدمات وتنمية غزة.
وخلال اللقاء أعلن باب الترشيح لأعضاء المجلس البلدي الجديد، وقام الحضور بترشيح مجموعة من الأشخاص ذات التخصصات المختلفة من مهندسين وإعلاميين ووجهاء وأعيان ورجال أعمال وقانونيين ومهنيين بلغ عددهم 31 شخصا.
وصوت الحضور على إحالة عملية اختيار أعضاء المجلس البلدي الجديد، للجنة مختصة، على أن يتم اختيارهم خلال الأيام القليلة القادمة، وسيقوم رئيس البلدية الجديد بالتشاور مع اللجان المختصة ووجهاء المدينة والمعنيين لاختيار باقي الأعضاء مع مراعاة تمثيل المجلس للقطاعات المختلفة، إضافة إلى التخصصات والكفاءات والشباب والمرأة.
ويتوقع الإعلان عن المجلس البلدي كاملا خلال الأيام القادمة.
يذكر أن بلدية غزة نفذت خلال 12 عاما الماضية، 322 مشروعًا تطويريًا في قطاعات متنوعة، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 204 مليون دولار.
ووضعت البلدية إستراتيجية جديدة عام 2008، لتقليل حجم التضخم الإداري، ونجحت في ضبط عملية التوظيف، وتقليل عدد الموظفين إلى 1462 موظفًا من أصل 2027 موظفًا، إلى جانب تعزيز اللامركزية ومراعاة التخصصية، ووضع نظام مالي وإداري محوسب، والتحكم بـ52 بئرًا للمياه عن بعد، من أصل 76 بئرًا عاملة في المدينة.
خطوات قادمة
وأكد رئيس بلدية غزة الجديد، د. يحيى السراج، أن مدينة غزة تحتاج إلى تضافر الجهود من أجل توسيع التنمية والتعاون المشترك بين جميع الهيئات والمؤسسات المختصة.
وأشار السراج لصحيفة "فلسطين"، أمس، إلى أن أهم الخطوات القادمة تتمثل في توطيد العلاقة بين البلدية والمواطن وإشراكه في عمليات التطوير المنوي القيام بها واتخاذ القرارات وبذل أقصى الاهتمام في مشاركة عنصر الشباب والمرأة، وجعلهم عونًا وسندًا لمشاريع التطوير في المدينة.
وأوضح السراج أن الحصار المفروض على القطاع أثر بشكل واضح على المجالس البلدية السابقة وحد من عملهم، مستدركًا: ستحاول البلدية إيجاد سبُل لتشبيك علاقات جديدة خارجية وداخلية إضافة عدم الانخراط في التجاذبات السياسية، وتنحيتها.
وقال: إن أهم الخطوات المنوي القيام بها في المرحلة القادمة الإصلاحات الداخلية في البلدية، والتأسيس لبيئة عمل مشتركة تعطي كفاءة إنتاجية أكبر، إضافة لمجموعة من الأولويات الأخرى التي من شأنها أن تضمن بداية جديدة تخدم المجتمع.
والسراج يحمل درجة أستاذ مشارك في هندسة الطرق والمواصلات ودرجة الدكتوراة من جامعة برادفور، ودرجة الماجستير من جامعة ليدز البريطانية، ودرجة البكالوريوس من جامعة النجاح الوطنية.
وشغل السراج عدة مناصب ذات علاقة من ضمنها منصب نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الإدارية، وعميد الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة، إضافة إلى عمله كاستشاري معتمد وعضو مؤسس في المركز الاستشاري في الإدارة والهندسة.
وعمل السراج رئيس قسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية، مسجلًا بذلك خبرات في الأعمال الاستشارية لمدة تزيد على 15 عامًا في إدارة المشاريع وتقييم المؤسسات وهندسة المرور والدراسات البيئية.