رأي تقدير عسكري إسرائيلي، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "مستعد لدفع كل ثمن مقابل عدم اندلاع أي حرب في قطاع غزة" عشية انتخابات الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) المقررة في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقال الخبير العسكري في تقريره المطول بموقع (واللا) العبري، أمير أورن، اليوم الأحد، إن نتنياهو لا يعرف كم تستمر هذه الحرب، وماذا سيكون ثمنها من دماء الإسرائيليين، وكيف سيظهر أمام جمهور الناخبين.
وذّكر أورون بعهد نتنياهو للناخبين الإسرائيليين قبل عشرة أعوام بأنه "سيقضي على حماس، مرة واحدة وإلى الأبد".
وأوضح أن المعطيات الميدانية والعملياتية التي يواجهها جيش الاحتلال في الآونة الأخيرة تهدد بالقضاء على أحلام قائده الجنرال أفيف كوخافي، الذي يمضي هذه الأيام قرابة ستة أشهر في موقعه الأعلى في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وقال إن "اسم مدينة خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة أصبح الأكثر تداولا لدى كوخافي خلال مشاوراته في قيادة الجيش والاستخبارات، باعتباره رمزا على إخفاقه وفشله".
وتمكنت كتائب القسام في مساء 11 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، من الاشتباك مع قوة خاصة إسرائيلية شرق خان يونس، وقتل قائدها، قبل أن يتدخل طيران الاحتلال لإنقاذ عناصر جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان).
وأكد أورون أنه "ليس هناك من منطقة في قطاع غزة أو لبنان دار الحديث حولها في المستويات العسكرية الأعلى في الجيش الإسرائيلي أكثر من خان يونس، لأن الإخفاق الذي مني به الجيش وجهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) كان كفيلا باندلاع حرب واسعة لا يريدها كوخافي، على الأقل حاليا".
وأشار إلى أن الهدف المركزي الذي يحرك قيادة الجيش اليوم هو منع اندلاع الحرب القادمة، أو على الأقل إرجاء اندلاعها، ولذلك يخوض الجيش بعض العمليات العسكرية العنيفة التي تسبق وقوع الحرب، من خلال إتباع ما تسمى "استراتيجية جز العشب"، وهو مصطلح دخل إلى قاموس الجيش منتصف العقد السابق.
وبين المحلل الإسرائيلي أن "سياسة جز العشب التي يتبعها الجيش اليوم، سواء من قبل قائده السابق غادي آيزنكوت وقائده الحالي أفيف كوخافي، تعني أن تدخل قوات مقلصة من الجيش أو القوات الخاصة إلى مخيمات اللاجئين أو القرى أو المدن الفلسطينية تنفذ عمليات خاطفة للمس بالمسلحين، دون الاقتراب من قتل أو اغتيال أو تصفية رأس كبير، بحيث لا يؤدي إلى اندلاع مواجهة واسعة غير مرغوبة".
وأكد أن "الجيش يكون على أهبة الاستعداد، بمساعدة من جهاز الشاباك للدخول في المناطق الفلسطينية بين حين وآخر، كلما نما العشب أكثر من اللازم، فيدخل للقيام بجزه، وإعادته إلى حجمه الطبيعي، تحضيرا لعملية أخرى قادمة".
وأضاف أورون أن "مثل هذه الاستراتيجية يتبعها جهاز الموساد خارج حدود (إسرائيل)، فيما يتعلق بالمحور الإيراني وحزب الله، لكن الفرق أن آلة جز العشب الخارجية لها جهاز كاتم صوت لا يحدث ضجيجا، كما هو الحال داخل المناطق الفلسطينية، رغم أننا أحيانا نضطر لاستخدام كاتم الصوت مع حماس حين اعتذرت (إسرائيل) مؤخرا عن قتل أحد كوادرها العسكريين".