تمتلئ بيوتنا بالكثير من الأواني المصنوعة من البلاستيك بمختلف الأحجام والأشكال، وهو ما يدفع كثيرين إلى إعادة استخدامها في كثير من الأعمال، ومنها الزراعة.
فإناء كان عبارة عن جالون لسائل تنظيف حولته وفاء سلمان إلى أصيص لزراعة نبتة الريحان في منزلها الصغير، لافتةً إلى أن صغر منزلها جعلها تحاول أن تستفيد من أبسط المكونات لتوفير مجال لزراعة أي نوع من المزروعات.
وقالت لـ"فلسطين": "أنا أحب الزراعة كثيرًا، ولكن صغر بيتي وعدم توافر مساحة جانبية خارج المنزل لزراعتها دفعاني إلى أن أزرع بعض الأعشاب العطرية كالنعناع والريحان، والشبت، وبعض الزهور الصغيرة".
وأضافت: "لم أكن بحاجة إلى شراء أصص مرتفعة الثمن، بل استعملت بعض الأواني البلاستيكية التي كانت تنتج عن بعض المواد التي أشتريها ثم أنتهي منها بعد الاستعمال"، مشيرةً إلى أنها كانت تعيد استخدامها بقصها بالحجم الذي تريده ويناسب النبتة التي ترغب في زراعتها.
وأشارت إلى أنها بحثت على الإنترنت عن طريقة الزراعة في هذه الأواني ووجدتها سهلة وبسيطة، وزينتها ولونتها لتعطي شكلًا جماليًّا يسر الناظر إليها.
رئيسة قسم التنمية الريفية في وزارة الزراعة تتيانا أبو عودة أوضحت أن استعمال البلاستيك في عملية الزراعة أمر منتشر ومعمول به في أنحاء العالم، فالزراعة فيه لا تسبب أي ضرر للنبات أو الإنسان فيما بعد.
وقالت لـ"فلسطين": "كثير من النساء في البيوت الفلسطينية يستفدن من البلاستيك المتراكم في المنزل بعد الانتهاء من استعماله الأساسي في الكثير من الأعمال، ومن ضمنها الزراعة، إذ يحولنه إلى قوارير أو أصص للزراعة فيها".
وأضافت: "حسب حجم الأواني البلاستيكية نحدد نوع النبات الذي سيزرع في داخلها، فالنباتات والشتلات الصغيرة كالأعشاب والزهور تزرع في الأواني الصغيرة والمتوسطة الحجم، أما الأشجار كالفواكه وغيرها فتستعمل لها أوانٍ كبيرة".
ولفتت أبو عودة إلى أنه يمكن زراعة شتلات الأشجار والفواكه في أوان بلاستيكية صغيرة، وبعد أن تكبر الشتلة تنقل إلى مكان أوسع أو تزرع في أرض زراعية حيث تستطيع الشجرة أن تكبر بعدها وتثمر.
ونبهت كل من يريد الزراعة في الأواني البلاستيكية إلى أنها غير مسامية، لذا يجب عمل فتحات في الإناء، لتسهيل تهوية الجذور لمنع موتها أو تعفنها، وبذلك يموت النبات، وكذلك لتصريف المياه الزائدة.
وبينت أبو عودة أن استخدام الأواني البلاستيكية في الزراعة المنزلية يحل مشكلة صغر حجم البيوت وضيقها، فيمكن وضعها في الأماكن الضيقة في المطبخ أو شرفات المنازل، أو على سطوحها.
وأكملت: "كثير من أصحاب البيوت استعملوا البلاستيك في زراعة أسطح المنازل التي حولت إلى أماكن جميلة كالمتنزهات، بإمكانات بسيطة رخيصة الثمن"، مشيرة إلى أن من زرع سطح منزله استفاد على أكثر من مستوى.
وأوضحت أبو عودة أن زراعة أسطح المنازل تفيد في توفير أماكن خضراء تريح النظر، وتعطي راحة نفسية لأهل البيت، وتبعد عنهم الضغوط النفسية، ويمكن أن يستفيدوا من إنتاجها من الثمار.
