اتهم مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان "بتسيلم"، جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتعمّد قتل المتظاهرين الفلسطينيين، بتعليمات صادرة عن القيادة الإسرائيلية للقناصة المتواجدين على طول حدود قطاع غزة، خلال المسيرات الأسبوعية السلمية لكسر الحصار.
وقال مركز "بتسيلم" (حقوقي يساري إسرائيلي)، في تقرير له، أمس: إن الجيش الإسرائيلي، واستنادا إلى هيئة البث الرسمية "كان"، أصدر قراراته لجنوده بالتصويب إلى ما تحت "رُكب المتظاهرين الفلسطينيين"، بعد أن تبين أن التصويب إلى الجزء الأسفل من الجسم وفوق الرّكبة، سبّب الموت في معظم الأحيان.
ورأى "بتسيلم" أن هذا القرار، فيه اعتراف رسمي إسرائيلي بأن القتل خلال المسيرات، كان دون أي مبرر، وأن الدولة لا تعتبر الفلسطينيين "بشرا".
وأضاف المركز في تقريره "الآن تعترف جهات رسميّة في (إسرائيل)، أنّها كانت تعلم جيّدًا أنّ هناك من قُتلوا في هذه المظاهرات دون أيّ مبرّر حتى من وجهة نظر الدّولة، رغم ذلك لا أحد كلّف نفسه بتغيير التعليمات بل واصل الجيش العمل بطريقة التجربة والخطأ وكأنّ الفلسطينيّين ليسوا بشرًا حقيقيّين يقتلهم الرّصاص الحيّ ويصيبهم بجراح -وهو ما حدث فعلًا؛ بشر تدمّرت حياتهم وحياة أسرهم إلى الأبد".
وأشار إلى أن تغيير تعليمات إطلاق النار، لا يعني أن الجيش الإسرائيلي يولي قيمة لحياة البشر.
وشدد "بتسيلم" في تقريره أن "قرار تغيير تعليمات إطلاق النار في هذا الوقت المتأخّر وبعد تطبيقها طيلة أكثر من سنة وتسبّبها في مقتل ما لا يقلّ عن 206 فلسطينيين، من بينهم 37 قاصرًا، وجرح الآلاف ليس معناه أنّ الجيش يولي قيمة كبيرة لحياة البشر، بل معناه عكس ذلك تمامًا".
وأكد أن ذلك "يدلّ على أنّ الجيش اختار وهو بكامل وعيه ألّا يعتبر من يقفون قبالته في الجانب الآخر بشرًا، محكمة العدل العليا صدّقت ببراءة مصطنعة هذا الكلام وصادقت عليه، هؤلاء وأولئك يتحمّلون مسؤوليّة هذه السياسة الإجراميّة".
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/مارس 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 319 مواطنًا؛ بينهم 11 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرون، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.