فلسطين أون لاين

بين السلطة والاحتلال

آلاء بشير.. ضحية جديدة لـ"سياسة الباب الدوّار"

...
آلاء بشير
جنين- غزة/ إسماعيل الغول:

أقل من 48 ساعة فصلت بين إفراج الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية المحتلة عن المعتقلة السياسية "آلاء بشير"، واعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لها، ضمن ما تعرف بـ"سياسة الباب الدوار".

فقد اعتقلت قوات الاحتلال، صباح أمس، معلمة القرآن الكريم آلاء بشير (24 عاما) من قرية جين صافوط قرب مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، بعد استدعائها لمقابلة جهاز المخابرات الإسرائيلي في مقر الارتباط العسكري قرب المدينة.

التنسيق الأمني

وقال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة إن تكرار مثل هذه الحوادث يعيد التأكيد مرة أخرى أن التنسيق الأمني في أوجه، وهذا معاكس لما تصدره قيادة السلطة الفلسطينية من تصريحات.

وأكد خريشة لصحيفة "فلسطين" أن الموضوع الأخطر على الفلسطينيين أن تعتقل السلطة شخصا وفي اليوم الذي يلي الإفراج عنه يعتقله الاحتلال، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني يستنكر ويرفض هذه السياسة بتبادل الأدوار بين السلطة والاحتلال.

وبين أن استمرار هذه الحوادث وتكرارها يعطيان انطباعا أن السلطة ليست جادة بمقاطعتها الاحتلال، ويعنيان أنها ليست مجرد صدفة، إنما هي استمرار لسياسة الباب الدوار.

ونبه إلى أن المواطنين في الضفة الغربية يعيشون في حالة إحباط عام بسبب ممارسات السلطة، وكل المناطق التي يقتحمها الاحتلال وتُشنّ فيها الاعتقالات هي في المنطقة "أ" التي تخضع لسيطرة السلطة.

وشدد خريشة على أننا "أحوج ما نكون في هذه الأيام لتنفيذ قرارات الإجماع الفلسطيني بوقف نتائج وتداعيات اتفاق "أوسلو" والتنسيق الأمني والاعتراف بـ(إسرائيل)"، مطالباً السلطة بأن تكون جدية بتنفيذ قرارات الإجماع الوطني.

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي، إن المشكلة الموجودة أن السلطة والاحتلال داخل الضفة الغربية يعتقلان الفلسطينيين على ملفات واحدة وخاصة أصحاب العمل التنظيمي من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأكد عرابي لصحيفة "فلسطين" أن هناك حالة تنسيق أمني بين الاحتلال والسلطة قد يندرج تحتها هذا النوع من تبادل الأدوار في اعتقال النشطاء الفلسطينيين.

وأضاف: "الاحتلال لم يعد يكتفي باعتقال السلطة للنشطاء الفلسطينيين، وفي بعض الأحيان لم يثق بأن السلطة قد قدمت المعلومات اللازمة فتعتقل الفلسطيني مرة أخرى من أجل التحقيق.

وبين أن سلوك السلطة باعتقال الأشخاص يلفت نظر الاحتلال إلى قضيتهم، وهذه السياسة لا تخدم القضية، والأصل أن تعيد السلطة النظر بسياستها في الاعتقال.

وتابع عرابي: "اعتقال الاحتلال للمحفظة بشير لا يبرئ السلطة، خاصة أنها لفتت أنظار الاحتلال لقضية هذه الفتاة.

ونبه إلى أن الكثير من الأشخاص يُعتقلون بناءً على تنسيق مباشر بين الاحتلال والسلطة، خاصة أن الأخيرة لا تنكر استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وتعود قصة آلاء بشير إلى التاسع من مايو/أيار الماضي، حيث اعتقلها أمن السلطة من داخل مسجد عثمان بن عفان خلال تحفيظها الأطفال الصغار القرآن الكريم، حيث داهمت الأجهزة الأمنية المسجد، واقتادت آلاء معتقلة دون إذن قضائي أو حتى الإفصاح لذويها عن أسباب اعتقالها، لتتهمها عقب ذلك "بإثارة النعرات الطائفية".

وفي 11 يونيو/ حزيران الماضي أُفرج عن آلاء من سجون السلطة، ليعاد اعتقالها بعد يومين من ذلك التاريخ، ويستمر الاعتقال حتى الإفراج عنها قبل يومين.