هتف أهالي أسرى قطاع غزة، أمس، بشعارات مطالبة بالإفراج عن أبنائهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي وهم على قيد الحياة وبصحة جيدة، وليسوا جثامين ومفقودين، قائلين: "بدنا ولادنا محررين مش شهداء وجثامين".
ورفع أهالي الأسرى خلال اعتصامهم الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة، صور الأسير الشهيد نصار طقاطقة، والأسيرات والمضربين عن الطعام، ولافتات كتب عليها "أين العالم من معاناة أسرانا؟"، وأخرى تتساءل عن دور المؤسسات الدولية تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال.
وبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة الذين قتلوا وأعدموا على يد ضباط وجنود وقادة إدارة سجون الاحتلال منذ عام 1967، ونتيجة الإهمال الطبي والتعذيب الذي مورس بحقهم، 220 أسيراً، كان آخرهم الشهيد طقاطقة صباح 16 يوليو/ تموز الجاري.
جرائم مستمرة
وانسابت الدموع من عيني والدة الأسير ساهر أمان، خشية إصابة نجلها المعتقل منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2007، والمحكوم بالسجن 15 عاماً، بمكروه.
وتقول المسنة أمان لصحيفة "فلسطين": إن نجلها يعاني آلاماً شديدة في معدته، وترفض إدارة السجون تزويده بالأدوية التي يحتاجها، مناشدة كل المؤسسات الدولية والمعنية بشؤون الأسرى للوقوف إلى جانبهم وإنهاء معاناتهم.
وفي إحدى زوايا الاعتصام تجلس والدة الأسير بهاء القصاص، على كرسي خشبي، رافعة بين يديها صورة لنجلها "بهاء" المعتقل منذ 22 يونيو/ حزيران 2002، والمحكوم بالسجن 23 عاماً.
وتدعو القصاص، في حديثها لـ"فلسطين" اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة والسلطة في رام الله، للضغط على إدارة السجون لتوقف جرائمها الممارسة بحق الأسرى وتستجيب لمطالب المضربين عن الطعام، وتنهي معاناة الأسيرات.
وأكدت أن إدارة سجون الاحتلال تمارس جرائم مستمرة ومتعددة بحق الأسرى كاعتقالهم إدارياً وعدم تقديم احتياجاتهم من الملبس والمأكل والمشرب والأدوية في محاولة منها لقتلهم، داعية المؤسسات الدولية وأحرار العالم ليكون لهم موقف تجاه جرائم الاحتلال ضد الأسرى.
ورددت والدة الأسير المحرر إبراهيم بارود، هتافات داعمة ومساندة للأسرى، منها "يا أسير لا تحتار، مهما جرى ومهما صار، لازم ترجع على الدار".
وقالت بارود لـ"فلسطين": إن سلطات الاحتلال تحاول قتل الأسرى من خلال الاعتداء عليهم وعزلهم انفراديا وزرع الأمراض في أجسادهم لدفاعهم عن أرضهم ورفض الجرائم الممارسة بحق شعبنا الفلسطيني.
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للتضامن مع الأسرى، والضغط على حكوماتهم من أجل وقف المجازر المرتكبة بحق الأسرى في مقدمة لإطلاق سراحهم.
فرق طبية
ونظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية مسيرة لدعم وإسناد الأسرى، وللوفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة، انطلقت من أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصولًا لمقر الأمم المتحدة.
ودعا عضو لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية عن حزب الشعب، عبد القادر إدريس، الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية لتشكيل لجنة تحقيق دولية في ظروف استشهاد الأسير طقاطقة، وتقديم المتورطين للمحكمة الجنائية الدولية.
وحث إدريس في كلمة له، منظمة الصحة العالمية لإرسال فرق طبية متخصصة للاطلاع على الأوضاع الصحية للأسرى، وإنشاء عيادات لعلاجهم وتقديم كل احتياجاتهم من الأدوية، داعياً "الصليب الأحمر" للقيام بدورها الرقابي وفضح الاحتلال ومواصلة جرائمه بحق الأسرى.
وطالب قيادة السلطة برفع دعوى في المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الاحتلال والمتورطين في قتل الأسير طقاطقة داخل عزله الانفرادي، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة في كل الفعاليات المناصرة للأسرى، والاشتباك مع الاحتلال لإجباره على تحسين ظروف اعتقالهم وصولاً لإطلاق سراحهم.