ندد صحفيون وحقوقيون بتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفي سامي مصران، مصوّر قناة الأقصى الفضائية، خلال تغطيته فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي قطاع غزة، الجمعة الماضية.
ودعا هؤلاء خلال وقفة تضامنية مع "مصران" في مدينة غزة، الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية إلى تحرك عاجل لمحاسبة الاحتلال على تعمده استهداف الصحفيين وقتلهم، ومنع نقل الحقيقة.
جريمة مكتملة
وعد مدير دائرة البرامج في قناة الأقصى، راجي الهمص، استهداف الاحتلال المصور مصران، جريمة جديدة تضاف لسلسلة الجرائم الإسرائيلية التي لم تتوقف بحق الصحفيين.
وقال الهمص خلال كلمته إن استهداف الصحفيين مخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية، خاصة أن ما تعرض له مصران جريمة مكتملة الأركان وموثقة من قناص إسرائيلي كان يهدف إلى قتل الحقيقة.
وأكد أن المصور مصران كان يرتدي لباسا مميزا يظهر أنه صحفي، ورغم ذلك استهدفه الاحتلال، داعيًا مؤسسات حقوق الإنسان لفضح جرائم الاحتلال وتوثيقها.
وطالب الهمص مجلس حقوق الإنسان الدولي إلى زيارة ميدانية لقطاع غزة للوقوف على جرائم الاحتلال ضد الصحفيين.
من جانبه أكد مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة، جميل سرحان، أن المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار عبروا عن حقهم من خلال الاحتجاج السلمي، ولكن الاحتلال واجههم بالقتل، والاستهداف المباشر.
وقال سرحان: "الحقيقة دائماً موثقة على أيدي الصحفيين، وتعرض منهم اثنان للاستشهاد، وأصيب ما يقارب 170 صحفيا، و41 منهم تعرض للإصابة في أكثر من مرة ومكان، الأمر الذي يدلل على إصرار الصحفيين على أداء رسالتهم بكشف الحقيقة".
وأضاف "أن الصحفي مصران تعرض للإصابة في عينه، رغم أنه بعيد عن مكان الاحتجاج السلمي، ومع ذلك استُهدف، وهو ما يدلل على نية الاستهداف والقتل، وهذه جريمة أقرتها المعايير الدولية.
وأوضح أن الانتهاكات ضد الصحفيين مخالفة لكل قواعد ومعايير القانون الدولي التي توجب توفير الحماية للصحفيين حتى في حالة الحرب.
وحمل سرحان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة، داعيًا إلى محاسبته لأنه دونها سيبقى ضمير العالم غائبا.
استهداف متعمد
من ناحيته أكد منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، صالح المصري، أن الصحفيين جميعاً مستهدفون من الاحتلال وقناصته.
وقال المصري: "نحن هنا للتضامن مع الصحفي مصران الذي يعد وكالة أنباء متنقلة يرصد الحقيقة والصورة، ويغذي الصحفيين بالمعلومة على مدار سنوات طويلة لا سيما مع انطلاق مسيرات العودة".
وأشار إلى أن مصران أصيب مرات عدة، وهذه المرة الخامسة، وفي كل مرة كان يعود للميدان أكثر إصراراً على مواصلة عمله الصحفي.
وذكر أن الاحتلال استهدف الصحفيين سابقاً، فقتل فضل شناعة وياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، وجرح أكثر من 350 صحفياً، وذلك يدلل على الاستهداف المتعمّد لهم في الميدان.
ونبّه المصري إلى أن الاحتلال والقناصة يطلقون النار تجاه الصحفيين بهدف القتل، وذلك يتجلى من خلال استخدام الرصاص المتفجر.
بدوره أكد عضو اللجنة الإعلامية للهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، هاني الثوابتة، أن الاحتلال أراد من خلال استهداف الصحفي مصران إخفاء الحقيقة من خلال استهدافه، واغتيالها وقطع الطريق عليها.
وقال الثوابتة: "حجم المخاطر كبير، والإعلام وفرسانه لا يتراجعون قيد أنملة أمام الإرهاب المنظم، فالكثير منهم قدموا أرواحهم، منهم الشهيدان ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، وهؤلاء قدموا لنا القدوة لكشف الجريمة التي يرتكبها الاحتلال".
وأضاف: "الاحتلال استهدف إلى جانب الصحفيين الطواقم الطبية والأطفال والشيوخ، وذلك يعكس حقيقة الاحتلال وصورته الحقيقية".
وبين الثوابتة أن الاستهداف الإسرائيلي لن يوقف الطواقم الفلسطينية في تأدية مهمتها الإنسانية، داعياً المؤسسات الدولية إلى اتخاذ أدوار فاعلة في إدانة الاحتلال.
28 اعتداء
وفي السياق ذاته استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" اعتداءات قوات الاحتلال المتواصلة ضد الصحفيين، واستخدامه القوة القاتلة في قمعهم لإبعادهم عن أماكن الحدث.
وذكر "مدى" في بيان صحفي، أمس، أن الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغ عددها 28 اعتداء، خلال شهر حزيران الماضي، مشيرًا إلى أنها لم تكن سوى حلقة في سلسلة اعتداءات إسرائيلية واسعة وخطيرة ضد الحريات الإعلامية في فلسطين.
وطالب المؤسسات الحقوقية والدولية بالعمل من أجل ملاحقة مرتكبي هذه الاعتداءات وتقديمهم للعدالة، حيث إن التجربة أثبتت أن إفلات مرتكبي هذه الجريمة وغيرها من الجرائم من العقاب شكّل على مر السنين حافزاً لهم للاستمرار في ارتكابها.