"إن لم نوجد حلولًا لمعاناة أطفال غزة؛ فإن غزة ستبقى تلاحقنا، ولن تغرق في البحر كما يتمنى الإسرائيليون، بل إن هؤلاء أنفسهم هم من سيغرقون في بحر غزة" بهذه الكلمات ختمت الكاتبة الإسرائيلية أوريت ليفيا مقالتها التي نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في حزيران (يونيو) الماضي.
وأضافت الكاتبة الإسرائيلية: "أضحت غزة بوابة الأمن والتوتر لـ(إسرائيل)، وإن عدم تلبية حقوق سكانها سيُغرق الإسرائيليين في بحرها".
وعلى مدار عقود مضت، توالت أمنية قادة الاحتلال الإسرائيلي: الاستيقاظ على خبر ابتلاع البحر غزة.
البحر الذي يعده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورقة ضغط سياسية ضمن إجراءات التضييق على قطاع غزة وسكانه، من أجل رضوخ المقاومة لشروطه، بتلاعب حكومته بمساحات الصيد وفتحها وإغلاقها أمام صيادي غزة.
وكانت توسيع مساحة الصيد أبرز نقاط تفاهمات كسر الحصار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من جهة، والاحتلال من جهة أخرى، وذلك بعد عدة جولات قتالية بين الطرفين.
ففي 25 مارس/ آذار الماضي قرر الاحتلال إغلاق البحر تمامًا أما صيادي غزة، وفي الأول من إبريل/ نيسان الماضي قرر إعادة فتحه وتوسيع مساحة الصيد لـ15 ميلا بحريا، وفي نهاية الشهر نفسه قلّص مساحة الصيد لستة أميال، وهكذا استمر في إغلاقه تارةً وفتحه تارةً أخرى والتلاعب بمساحات التوسيع مرات عدة طيلة الأشهر السابقة.
"لن تجدي نفعًا"
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، خضر حبيب، أوضح أن تلاعب الاحتلال بفتح البحر أمام صيادي غزة يأتي في سياق العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.
وقال حبيب في حديثه إلى صحيفة "فلسطين": "إن مخططات الاحتلال وإجراءاته في تضييق الخناق على غزة فاشلة، لن تجبر المقاومة على التنازل، فشعبنا متمسك بثوابته وبحقوقه كاملة، ويسعى بكل ما يملك، ويقدم التضحيات تلو الأخرى، في سبيل كنس الاحتلال، واسترداد كل الحقوق الفلسطينية".
وأكد أن الاحتلال يدرك أن آلاف الفلسطينيين يسترزقون من مهنة الصيد، لذا هو يستغل "ورقة البحر" للضغط على الشعب الفلسطيني عامةً والمقاومة في غزة خصوصًا، مشددًا على أن استغلاله هذه الورقة لن يحقق له أي نتائج، فالشعب الفلسطيني واعٍ ما يريده الاحتلال، وسيفشل مخططاته.
وأضاف حبيب: "نحن على ثقة بأن هذه الورقة لن تجدي نفعًا للاحتلال، فشعبنا ماضٍ في مقاومته حتى كنسه، وكسر الحصار الظالم المفروض على شعبنا منذ 13 عامًا".
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول استهداف مفاصل الحياة في قطاع غزة من أجل الضغط على الأهالي لإجبارهم على الاستسلام ورفع الراية البيضاء، مكملًا: "وهذا لن يكون، وفي المقابل الشعب الفلسطيني على استعداد بالتضحية دومًا لأنه صاحب حق وقضية عادلة".
وختم حبيب: "ندرك أن الاحتلال يعيش في مأزق تاريخي لم يمر به عبر تاريخ وجوده في هذه المنطقة، متمثلًا في إصرار الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي تلقنه الدرس تلو الآخر في كل محطة ومواجهة، وكذلك ما شكلته مسيرات العودة من ضغط عليه لا يستطيع دفعه".