قائمة الموقع

حادث سير يخطف فرحة عائلة الأسير سعيد النجار بالتحرر

2017-02-19T07:10:16+02:00
صورة أرشيفية لبيت عزاء الطفل عبد الله النجار

غيب حادث سير مروع، وقع في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، منتصف الأسبوع الماضي، فرحة عائلة الأسير سعيد عبد الله النجار، باقتراب موعد الإفراج عن نجلها المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد عام وثمانية أشهر.

وراح ضحية الحادث الذي حول حفل زفاف لعائلة النجار، إلى مأتم استقبلت فيه العائلة المعزين بدل المهنئين، الطفل عبد الله ذو الأربعة عشر ربيعًا نجل الأسير سعيد النجار.

وتحول مسار الفرح إلى حزن، عندما انقلبت سيارة العريس خال الطفل عبد الله، ما أدى إلى وفاة الأخير على الفور وإصابة العريس وعروسه والسائق ووالدة الطفل.

وتلقت العائلة وخصوصًا والد الطفل القابع خلف قضبان السجون منذ 11 عامًا، هذا النبأ، بحزن شديد وصدمة زادت آلامهم ولا سيما الوالد الأسير.

صعوبة الموقف لم تسعف والدة الطفل لتعبر عما يجول بخاطرها وعقلها، خصوصا أن معاناتها وأحزانها تضاعفت بفقدان نجلها، في ظل غياب الزوج قسرًا.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الأسير النجار من عرض بحر مدينة رفح، بتاريخ 1/12/2005، أثناء ممارسته مهنة الصيد التي ورثها عن والده، لتأمين لقمة العيش لعائلته، وحكمت عليه بالسجن 13 عامًا.

خبر كـ"الصاعقة"

جد الطفل عبد الله خليل النجار "أبو السعيد" (58 عامًا) يستذكر تفاصيل الحادث ويقول: "إن حفيدي كان يركب في سيارة العريس، في يوم كانت الأجواء فيه ماطرة، وتفاجأ الجميع بوقوع الحادث أثناء موكب الزفاف الأمر الذي أودى بحياته على الفور".

ويضيف في حديثه لصحيفة "فلسطين": "الخبر وقع كالصاعقة على والده الأسير، بعد أن علم به من وسائل الإعلام والإذاعات المختلفة"، مشيرا إلى أن الأسير سعيد لم ير نجله المرحوم منذ ست سنوات بسبب منعه من الزيارة.

ويوضح أن عبد الله كان عمره ثلاث سنوات حين اعتقل والده، مبينًا أن سلطات الاحتلال تمنع جميع أفراد العائلة -زوجته ووالدته وأطفاله- من الزيارة، منذ ما يزيد على عامين، وفي آخر موعد للزيارة قبل نحو عام ونصف تفاجأت زوجته بمنعها من لقائه بعد وصولها إلى السجن.

ويصف الجد وعلامات الحزن بدت واضحة في عينيه، حفيده بأنه "طفل ذكي"، وكان من "الأوائل في دراسته، بمدرسة الشوكة الإعدادية"، مضيفًا: "اليوم كنا على موعد مع حفل تكريمه في المدرسة، لكنه إن شاء الله مكرم عند المولى عز وجل".

القدر أسرع

أما جدته فاطمة محمد النجار، فتقول: "إن حفيدي كان في حضن والدته قبل لحظات من الحادثة، لكنه قرر إخراج رأسه من الفتحة العلوية للسيارة والتقاط صورة تذكارية، إلا أن قدر الله كان أسرع".

وتضيف النجار في حديث لصحيفة "فلسطين": "عبد الله كان يهيئ نفسه لاستقبال والده محررا محمولا على أكتاف الرجال، لكن الموت غيبه عن مشهد طال انتظاره، وتحول حفل الزفاف إلى بيت عزاء"، مشيرة إلى أن والده كان يُمنّي نفسه بالحرية ورؤية نجله واحتضانه.

وتوضح أن ظروف نجلها في سجون الاحتلال "أصبحت أصعب مما كانت عليه، وأن حادثة فقدان نجله في حادث السير أثرت عليه وأرهقته وتدهورت نفسيته بشكل كبير".

اخبار ذات صلة