فلسطين أون لاين

​صداقة الفتية أم الفتيات.. من الأكثر تماسكًا؟

...
غزة- هدى الدلو:

يعتقد بعض أن الفتيات لديهن ميول لتكوين علاقات صداقة أكثر من الفتيان، ولكن دراسة جديدة كانت تحت إشراف كلية لندن للصحة والطب المداري بالتعاون مع جامعة كامبريدج، أخيرًا، ظهرت بنتائج متناقضة لما هو متوقع، إذ توصلت إلى أن الفتيان يملن إلى تكوين مجموعات صداقة "أصغر وأكثر تماسكًا" من الفتيات.

واستهدفت الدراسة قرابة 460 طالبًا، لتحديد أقرب ستة أصدقاء يقضي الفتى أو الفتاة معهم غالبية الوقت كل يوم مدة ستة أشهر، وكانت النتيجة أن الفتيان يميلون إلى التسكع مع مجموعة صغيرة من الأشخاص أنفسهم، في حين أن الفتيات كان لديهن "مجموعات صداقة أكبر وأكثر مرونة"، وإنها يمكن أن تجتاز الحدود وطاولات الكافتيريا والأحاديث الخاصة، وهذا تحد للصورة النمطية؛ ففي كثير من الأحيان تصور الصداقات بين النساء في الثقافة الشعبية أنها سامة ومعزولة، في حين أنها يمكن أن تكون متنوعة ومختلفة.

وأشارت الدراسة إلى أن صداقات الفتيان أكثر استقرارًا، في حين كانت صداقات الفتيات أكثر تقلبًا، وقد يكون ذلك أن الفتيات يشعرن بالضغط لتكوين صداقات متنوعة في حالة انفصالهن عن أقرب أصدقائهن، كما أنهن يشعرن بالضغط الاجتماعي لكي يكنّ لطيفات مع الناس ممن ليسوا بالفعل أصدقاءهن، أكثر من الفتيان.

وتعليقًا على ذلك، قال الاختصاصي النفسي إبراهيم التوم: "إن الصداقة من الموضوعات الشائكة التي يتدخل في تكوينها العديد من العوامل النفسية والاجتماعية والفسيولوجية والسياسية أيضًا، وقد يسيطر على حلقة الارتباط، فقد تحكمها الجوانب المادية من أجل تحقيق رغبات واحتياجات بعض".

وأضاف: "قد يتحكم في علاقة الصداقة الجانب السياسي كالارتباط ضمن تنظيم معين، وصداقة المخيمات في أغلب الأحيان أقوى من صداقات المدن، لكون طبيعتها تسبب فجوة بين الأصدقاء".

وأوضح التوم أن الفتيات أنفسهن لديهن العديد من العوامل التي تؤثر في طبيعة علاقاتهن بصديقاتهن، فالأسباب الفسيولوجية تسبب لديهن تقلبًا في الحالة المزاجية، وتؤثر الحالة النرجسية والمزاجية الخاصة بهن في قوة العلاقة، فتسبب اضطرابات فيها.

وأشار إلى أن الفتيات تعاني تقلبًا في الوضع العاطفي، ويتحكم في صداقاتهن الظروف والأوضاع الأسرية، فكثيرات منهن ينهين علاقاتهن بصديقاتهن قبل الزواج خوفًا من الانشغال الأسري، إلى جانب تدخل الأزواج والعائلة في علاقتهن بصديقاتهن، كالمنع من الخروج معهن وزيارتهن في مناسباتهن الاجتماعية.

وبين التوم أن الجانب السيكولوجي يؤثر في قوة العلاقة ومدتها، فالهرمونات تؤثر في الحالة المزاجية لدى الفتيات.

ولفت إلى أن الفتيان لا تقتصر على المقابلة في المدرسة أو الجامعة، فلديهم مساحة للخروج والتجمع أكثر من الفتيات، ولديهم قدرة على تحمل بعضهم بعضًا أكثر في حال اختلاف وجهات النظر، وليس لديهم مشاعر للغيرة والحقد.

وذكر الاختصاصي النفسي أن النظرة الشخصية من الفتاة إلى صديقتها ينبغي أن تكون قائمة على الصداقة بعيدًا عن المنافع، والابتعاد عن مشاعر الغيرة، والبعد عن الحقد وحب السيطرة، وتفعيل جانب الإيثار، إضافة إلى أن الجو العائلي يساعد على تحقيق علاقة الصداقة، ولابد من أن تكون علاقة الصداقة محكومة بأسس الألفة والمحبة، وتكون أقوى في حال ربطها عائليًّا؛ فالتواصل يكون أيضًا في المناسبات العائلية.