قائمة الموقع

في منزل لا يصلح للعيش الآدمي.. صابرين افتتحت محلًّا لفساتين الأفراح

2019-07-17T10:25:54+03:00

عند ذهابك إلى المحل، قد تُدهش من مكانه، فالمنطقة بعيدة كل البُعد عن الأحياء المُكتظة، والمرافق العامة، والمحال التجارية، التي من عوامل توافد الزبائن، لكن عدم مقدرة المواطنة صابرين الجبري، من سكان مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، على دفع ثمن الإيجار؛ دفعها لتخصيص جزء من منزلها لتُقيم عليه مشروعها الصغير.

وكان المحل المتواضع المقام في منطقة نائية، وتبلغ مساحته نحو 50 مترًا مربعًا، نتاج جهد بذلته صابرين (34 عامًا) على مدار سنوات، متحديةً واقعها المرير وظروف حياتها المالية والاقتصادية الصعبة.

تخرجت صابرين في الجامعة بتخصص علوم طبية، ولم تجد عملًا بشهادتها، فلجأت إلى مشروعات منزلية عديدة، لمساعدة زوجها على إعالة أطفالهما الستة، لكنها لم تنجح في ذلك، فعادت للدراسة بتخصص القانون.

وقررت افتتاح مشروع تأجير فساتين وبُدل الأفراح، لكن كان ذلك مغامرة محفوفة بالمخاطر، بالنظر إلى المنطقة العشوائية والبعيدة والمستوى المعيشي المتدني لسكانها.

قالت الجبري لـ"فلسطين": "لم أجد فرصة عمل بتخصصي الطبي، فحاولت البحث عن مشروع عمل يدر دخلًا ماليًّا على عائلتي؛ فزوجي موظف تابع لحكومة غزة، ورواتبهم المتدنية، فلجأت إلى افتتاح محل تأجير بدل الأفراح والسهرة".

وبينت أن محلها كان عبارة عن غرفة صغيرة على الشارع، بجانب بيتها الصغير المسقوف بـ"الزينجو"، فكانت تؤجر فيه البدل والفساتين بأسعار منافسة، رغم جودة البضاعة فيه وعرضه الموديلات نفسها التي في المحال الكبيرة، وهو ما لفت نظر النساء إليها، وجعله سببًا للإقبال.

وأكملت الجبري: "إن الإقبال على محلي المتواضع كان من النساء في محيط منطقتنا، لكن بعد توسعته أصبحن يأتين من مناطق أخرى في خان يونس، وفي وقت أخير بدأن يقصدن المتجر من محافظات أخرى".

وذكرت أنها تعمل برفقة أبنائها على تنظيف وترتيب الفساتين إلى جانب تجهيزها وغسلها وإعادة عرضها للإيجار من جديد، واستطاعت صابرين أن تفتتح مشروعها بمبلغ مالي وصفته بـتحويشة العمر، وأضافت: "النجاح لا يأتي بسهولة، وها أنا اليوم تغلبت على كل الظروف المحبطة التي وضعت فيها".

وبنظرات كلها تحد تستذكر الشابة الجبري قبل عشر سنوات، حين كانت تسكن مع زوجها في منزل لا يصلح للعيش الآدمي على الرمل وفوقهما ألواح "الزينجو"، ولم يكن لديهما أي مقومات للحياة الكريمة، ولا قوت يومهما.

وبنبرة كلها إصرار قالت: "لكننا ثابرنا واجتهدنا حتى أكملنا بناءه ليصبح أفضل، واليوم أتمنى أن أُطوّر مشروعي، لكنني سأبقى هنا في هذا المكان، لأن استئجار محل في منطقة حيوية سيكلفني الكثير من المال".

وطالبت الجبري الجهات الداعمة بدعم مشروعها الصغير لإصلاح المحل وتوسعته ليصبح أفضل، في المنطقة نفسها التي تقطنها، حيث ألفت المكان، وبات محلها معروفًا لزبائنها وسكان منطقتها.

ويعيش الفلسطينيون في أوضاع اقتصادية صعبة، يحاولون فيها البحث عن مصادر رزق بكل الطرق والوسائل، للخروج من الضائقة المالية التي تعيش فيها الأسر الفلسطينية بقطاع غزة في الآونة الأخيرة.

اخبار ذات صلة