"مي وملح وكرامة أعلنوها النشامة، وينك وينك يا صليب شو أخبار المضربين، يا أسرانا في السجون أنتم عنوان الصمود".. هتافات صدحت بها حناجر أهالي أسرى قطاع غزة خلال اعتصامهم الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة أمس.
ورفع الأهالي، وأسرى محررون، ومتضامنون مع الأسرى، صورًا للمضربين عن الطعام، ولافتات تدعو للتضامن معهم وإنهاء اعتقالهم الإداري، وأخرى تطالب المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية بالوقوف إلى جانب المضربين عن الطعام ووقف الجرائم والانتهاكات الممارسة بحقهم.
ويواصل سبعة أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام لأيام متفاوتة رفضًا لاعتقالهم الإداري، وهم: "جعفر عز الدين، وأحمد زهران، ومحمد أبو عكر، ومصطفى الحسنات، وحذيفة حلبية، وحسن الزغاري، وجمال الطويل"، بحسب نادي الأسير.
أوضاع مأساوية
وتؤكد بديعة عنبر، والدة الأسير رامي عنبر، وقوفها إلى جانب الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، قائلة: "جئنا كي نوصل أصواتنا للمجتمع الدولي وجميع المؤسسات الدولية، الإنسانية منها والحقوقية بأن هناك أسرى مضربين عن الطعام يعانون أوضاعا صحية صعبة وحرجة احتجاجًا على اعتقالهم الإداري".
وتقول عنبر في كلمة وجهتها للمؤسسات الدولية المختصة بحقوق الإنسان: "صمتكم تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المضربين عن الطعام يدلل على أنكم تشاركونه في الجرائم الممارسة بحق أسرانا وأبناء شعبنا".
ودعت عنبر، عبر صحيفة "فلسطين" كل أبناء الشعب الفلسطيني لزيادة الفعاليات الداعمة والمساندة للأسرى الإداريين، مطالبة كل المؤسسات الدولية بالوقوف إلى جانب المعتقلين خاصة المضربين عن الطعام.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير رامي عنبر على حاجز أبو هولي في 30 أيار/ مايو 2002، وحكمت عليه بالسجن 18 سنة أمضى منها 17 سنة داخل الأسر.
مخالفة دولية
وتحذر انتصار أبو سعدة والدة الأسير مرعي أبو سعدة من خطورة وتدهور الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام.
وتؤكد أبو سعدة أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تمارس جرائم متعددة ومتنوعة بحق المضربين عن الطعام رغم مخالفتها كل الأعراف والمواثيق الدولية، داعية إلى إرسال وفد طبي للاطلاع على أوضاع المضربين عن الطعام خلف السجون وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهم.
وطالبت أبو سعدة، خلال حديثها لـ"فلسطين"، السلطةَ في رام الله بالتوجه لكل المحافل الدولية ونقل قضية الأسرى للجنائية الدولية لمحاسبة الاحتلال على الجرائم التي يمارسها بحق الأسرى، ولوقف العمل بالاعتقال الإداري المخالف لكل القوانين الدولية.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير مرعي في 4 أغسطس/ آب 2004 بتهمة الشروع بقتل مستوطن وحكمت عليه بالمؤبد 11 مرة، وهو متزوج وله ابن وحيد يبلغ من العمر 13 سنة.
وقفة جادة
ولا تختلف الحال كثيرًا عن سناء حرز زوجة الأسير المحرر نافذ حرز، التي تؤكد أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي لا تتواني لحظة في التنغيص على الأسرى المضربين عن الطعام في محاولة منها لإفشال إضرابهم.
وقالت حرز، خلال مشاركتها في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى: "إن الأسرى الإداريين بحاجة لوقفة جادة، وحراك رسمي وشعبي لإنهاء قضيتهم، محذرة من تدهور الأوضاع الصحية للمضربين عن الطعام.
ويمارس الاحتلال الاعتقال الإداري باستخدام أوامر الاعتقال التي تتراوح مدتها من شهر واحد لستة أشهر، قابلة للتجديد دون تحديد عدد مرات التجديد. وتصدر أوامر الاعتقال بناء على معلومات سرية لا يحق للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، وهى عادة تستخدم حين لا يوجد دليل كافٍ بموجب الأوامر العسكرية التي فرضها الاحتلال على الضفة الغربية لاعتقال المواطنين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال نحو 5700 أسير في سجونها بينهم 48 سيدة، و230 طفلًا و500 معتقل إداري.