عمت حالة من الغضب والسخط بين صفوف شريحة كبيرة من حجاج قطاع غزة, بسبب التسعيرة المرتفعة التي أعلنتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية برام الله للحج لهذا العام 2019، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي القطاع، في حين كشفت الوزارة بغزة أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من إلغاء الموسم بسبب ارتفاع الأسعار.
وعبر عدد من الحجاج في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، عن استيائهم من التسعيرة التي وصفوها بغير المعقولة لحجاج قطاع غزة، كونها ارتفعت بشكل كبير عن تسعيرة العام الماضي.
وإلى جانب الحجاج، رفض نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي التسعيرة الجديدة للحج هذا العام، معتبرين أنها مرتفعة جدًا ولم تراعِ ظروف سكان قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في رام الله، أول من أمس، أن تسعيرة الحج لهذا العام 1440هـ/ 2019م، لحجاج بيت الله الحرام في (المحافظات الجنوبية) تبلغ (2790 ) دينارا أردنيا.
ودعت الوزارة جميع الحجاج المقبولين للحج هذا العام والمسددين للدفعة الأولى إلى ضرورة استكمال باقي الرسوم والبالغة (1290) دينارا أردنيا عبر فروع البنك الإسلامي الفلسطيني ابتداءً من صباح اليوم الاثنين, وحتى نهاية عمل يوم الأربعاء، مؤكدةً أنه لن يتم قبول أي إيداعات بعد هذا التاريخ.
الحاجة أم ناصر اللحام التي حالفها الحظ وورد اسمها للحج هذا العام، تؤكد أنها تفاجأت بالتسعيرة الجديدة والمرتفعة للحج، بمبلغ مرتفع عن العام الماضي أكثر من 300 دينار.
وتقول اللحام لـصحيفة "فلسطين": "لم نكن نتوقع هذا الرقم الكبير من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وهيأنا أنفسنا على تسعيرة العام الماضي، وزيادة بسيطة، ولكن مع الرقم الجديد فذلك يعتبر ظلما كبيرا".
وتضيف اللحام: "التسعيرة الجديدة المرتفعة للحج هذا الموسم ستجعل من انتظارنا لتأدية فريضة الحج التي بدأت من سنوات طويلة، عبئا ماليا كبيرا علينا، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة والمعروفة لدى الجميع".
الحاجة أم أحمد المصري تقول لـ"فلسطين": "كنت أنا وشقيقتي مسجلين للحج العام الماضي ولكن بسبب خلل تم ترحيلنا لهذا العام، وبالفعل تم إدراج أسمائنا وخرجت ضمن الكشوفات المعتمدة لدى وزارة الأوقاف".
وتضيف المصري: "قمت بدفع مبلغ 1000 دينار أردني كرسوم مبدئياً للحج قبل فترة, استجابة لشرط وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حيث حصّلت هذا المبلغ بعد بيع مصاغ ذهب خاص بي، وقمت برفع المبلغ الإجمالي بانتظار صدور التسعيرة ووضعه بالبنك".
وتتابع: "زيادة المبلغ عن تسعيرة العام الماضي غير مقبولة لنا وسترهقنا كثيراً، كوننا جهزنا أنفسنا على مبلغ تقديري، مع جميع التكاليف الأخرى التي يحتاجها كل حاج من هدايا، وطعام، وتنقل داخل الأراضي السعودية".
رسوم مضاعفة
من جانبه، كشف وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة عبد الهادي الأغا أن وزارته كادت تتخذ قرارًا بإلغاء موسم الحج لهذا العام بسبب الرسوم المضاعفة التي طلبتها السلطات المصرية لنقل كل حاج من معبر رفح البري إلى مطار القاهرة والعودة.
وأكد الأغا لـ"فلسطين" أن السبب الرئيس في ارتفاع تسعيرة الحاج هو طلب السلطات المصرية 600 دولار بدل نقل وتأمين عن كل حاج، إضافة إلى زيادة أسعار النقل البري داخل الأراضي السعودية، وارتفاع حجز الفنادق للحجاج.
وقال الأغا: "التسعيرة التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف هي أقل من التكلفة لكل حاج، حيث هناك عجز بقيمة 70 ألف دينار، قامت الوزارة بدفعها من الصندوق الخاصة بها، حتى لا تصل التسعيرة إلى 3 آلاف دينار".
بدوره، أكد رئيس جمعية شركات الحج والعمرة في غزة، عوض أبو مذكور، أن تسعيرة الحج الجديدة للموسم الحالي من اختصاص وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ولا علاقة لأي شركة بها.
وقال أبو مذكور لـ"فلسطين": "بشكل عام هناك زيادة في مصاريف الحج سواء لأجرة النقل من معبر رفح البري إلى القاهرة والعودة، أو داخل الديار الحجازية، والمشاعر المختلفة".
ارتفاع مهول
الناشط أحمد الفليت وصف الارتفاع الكبير لتسعيرة الحج لحجاج قطاع غزة هذا العام بـ"الإجرام المنظم".
وقال الفليت في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر": "إن ارتفاع تسعيرة الحج في قطاع غزة بشكل مهول للأعوام الخمسة الأخيرة كالتالي، 2019 (2790 دينارا)، 2018 (2435 دينارا)، 2017 (2240 دينارا)، 2016 (2050 دينارا)، 2015 (1950 دينارا)".
وزير الأوقاف الأسبق بغزة صالح الرقب، تساءل عن الزيادة لهذا العام عن العام الماضي، مضيفًا أنه "الابتزاز لقطاع غزة تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان".