طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان الناطق باسمها، حازم قاسم، بضرورة توفير بيئة أمنية سليمة ووطنية صحيحة حتى تثق كل مكونات الشعب الفلسطيني بنوايا حركة فتح، وخلق بيئة قانونية لإجراء الانتخابات المحلية.
وذكر قاسم لصحيفة "فلسطين"، أن حماس وافقت على إجراء الانتخابات المحلية التي كانت مقررة في أكتوبر/ تشرين أول لعام 2016، رغم وجود بيئة أمنية وقبضة حديدية أوجدتها حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة.
وكان المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية، هشام كحيل، قد قال في ختام اجتماع مع قادة في حركة حماس، مؤخرًا، إن الأخيرة لها موقف واضح بأنها لن تشارك في العملية الانتخابية ولن تسمح بإجرائها في قطاع غزة.
وبين قاسم أن حماس كانت ترغب بأن تكون الانتخابات خطوة في طريق تحقيق المصالحة وبناء الثقة، وأن تفرز هذه الانتخابات نظاما سياسيا موحدا على كل المستويات، مستدركًا أن إفشال الانتخابات والتدخل السياسي في عمل اللجنة الانتخابية هو الذي غير الأمور.
وأشار قاسم إلى أن البيئة القانونية من قرارات ومراسيم رئيس السلطة محمود عباس، أدت إلى حرف المسار القانوني السليم للعملية الانتخابية، في إشارة منه إلى إصدار مرسوم بإنشاء محكمة للانتخابات، ومرسوم آخر لإلغاء الانتخابات.
وأكد قاسم أن حماس مطمئنة تمامًا لشعبيتها، مضيفًا "في المرة السابقة للانتخابات المحلية كانت الأحوال صعبة، والحصار الإسرائيلي مستمر، ولكن تصرفت حماس بإيجابية، ووافقت على الدخول في الانتخابات، ومهدت الطريق أمام إجرائها بكل مراحلها".
وأوضح أن استئناف عملية الانتخابات المحلية يتطلب خلق بيئة قانونية سليمة وشراكة حقيقية لخلق حالة اطمئنان وطني حولها، مشددًا على أن البيئة السياسية لحركة فتح لا تؤمن بالشراكة الوطنية.
وذكر أن حركة فتح "خلقت بيئة أمنية سيئة في الضفة الغربية المحتلة، وتعاملت بمنهج الإقصاء والقبضة الأمنية خلال العملية الانتخابية وما زالت تمارس ذات النهج، في حين تعاملت حركة حماس مع العملية الانتخابية وفق القانون".
وقال إن حماس تؤمن أن الانتخابات هي المدخل الوحيد لتأسيس شراكة وطنية فلسطينية "لكن للأسف ما جرى من نهايات مؤلمة لعملية الانتخابية المحلية التي أفشلتها حركة فتح لأنها تريد انتخابات مفصلة على مقاسها وتؤمن بمنهج الاقصاء؛ فهي تريد إزاحة حماس عن المشهد السياسي وترسيخ مبدأ فئوي وحزبي ضيق".
وأضاف: "نحن نريد شراكة حقيقية، وبالتالي على حركة فتح أن ترسل رسائل إيجابية للكل الفلسطيني بما فيها حماس؛ حتى يكون هناك حالة اطمئنان وطني فلسطيني أننا مقبلون على مرحلة شراكة وليست مرحلة إقصاء".
ولفت الى أنه تم الاتفاق خلال جولات الحوار على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة الانتخابات على كل المستويات، وليس فقط المحلية، إضافة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على الانتخابات، مشيرًا إلى أنه بعد توحيد المرجعيات والمؤسسات، يتمّ إجراء الانتخابات الحقيقية.
ولفت إلى أن استمرار الانقسام يعني قدرة السلطة على التلاعب بالقانون والمؤسسات القضائية، إضافة إلى استمرار تدخل الأجهزة الأمنية في قوائم حركة حماس وابتزازها، موضحًا أن حماس وافقت على الانتخابات سابقًا، رغم عدم استشارتها، لكي تكون العملية الانتخابية مدخلاً لإنهاء الانقسام وتعزيز الثقة في نفوس الشعب الفلسطيني وفصائله، لكن تبيّن أن هذه المحاولة فاشلة.