قائمة الموقع

​الالتفاف الشعبي حول المقاومة أبرز تجلّيات

2019-07-10T06:57:12+03:00
صورة أرشيفية

على وقع ذكرى العدوان الإسرائيلي الأعنف والأكثر شراسة ودموية على قطاع غزة، والذي وقع في السابع من يوليو/ تموز عام 2014، واستمر لمدّة 51 يومًا متتالية مخلّفًا دمارًا كبيرًا وأوضاعًا إنسانية صعبة، ظهرت فصولًا من الالتفاف الشعبي حول المقاومة، لم تقل أهمية لدى الأخيرة عن فعلها في ميدان المواجهة العسكري، وفق ما أكده مختصان تحدثا لصحيفة "فلسطين".

وبدأ العدوان الغاشم على غزة بعدما استهدف جيش الاحتلال باستهداف نفق للمقاومة في رفح جنوبي القطاع؛ ما أدّى لاستشهاد سبعة مقاومين من كتاب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، التي ردّت بإطلاق رشقات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية.

ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة شرع جيش الاحتلال باستهداف البنية التحتية للقطاع، ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم على فصال المقاومة، وأطلق اسم "الجرف الصامد" على عدوانه.

مشروع المقاومة

وخلص تقرير للجنة تقصي الحقائق الدولية والذي عُرف لاحقا بتقرير "ديفيس" حول العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أنَّه "يرقى إلى جرائم الحرب"، وأن 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في الهجوم على المباني السكنية أثناء العدوان، حيث شنت (إسرائيل) أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية.

وأكدَّ الكاتب والمحلل السياسي، وسام أبو شمالة أنَّ المقاومة من دون حاضنة شعبية تلتف حولها وتؤيدها، لا يمكن لها أنْ تحقق أي انجاز في سُلِّم مشروعها المقاوم، ومقارعة أعداءها بالصورة المُثلى.

ورأى أنَّ العدوان المتتالي على شعبنا في قطاع غزة، وبشكل خاص العدوان الأخير عام 2014م، أدى لمزيد من الالتفاف الشعبي والثقة بالمقاومة، مضيفا "العدوان لم يكن مسبوقا، واستمر51 يومًا ورغم طول المدة وعنف الاحتلال غير أنَّ الالتفاف الجماهيري حول المقاومة لم يتزحزح".

وأرجع أبو شمالة الالتفاف الشعبي حول المقاومة لعوامل عدة، أبرزها: قدرة المقاومة وأدائها المتميز في الميدان والذي استطاع الصمود أمام كثافة النيران العسكرية الإسرائيلية، وإجهاض خطط الاحتلال تجاه قطاع غزة، رغم عدم مقارنة قوة وعدة المقاومة بعدة وقوة جيش الاحتلال.

خلف خطوط العدو

وأشار إلى أنَّ عمليات الاقتحام خلف خطوط العدو، والطائرات المسيرة، والضفادع البشرية البحرية، والضرب بصواريخ الكورنيت، عززت الثقة بالمقاومة، وأكسبتها تأييدًا جماهيريَّا واسعًا، فيما كانت هذه الثقة لا تقل أهمية لدى المقاومة عن فعلها في الميدان بما تمثل من "ظهر خلفي منيع".

ونبه أبو شمالة إلى أن الآلاف من العائلات الفلسطينية المتاخمة للمناطق الشرقية من قطاع غزة نزحت قسريَّا تحت ضربات الاحتلال وبطشه، وكان الأخير يراهن عليها للضغط على المقاومة، إلا أنَّ تضامن وتأييد هذه العائلات لم يتغير.

وتعد الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة صيف 2014 هي الثالثة على القطاع، إذ شن الاحتلال في عامي 2008 و2012 حربين مماثلتين خلفتا دمارًا كبيرًا ومئات الشهداء وآلاف الجرحى.

وقال الكاتب والمحلل السياسي د.هاني البسوس: إن المتتبع لمسار الحرب العدوانية يرى جانبا قاسيًا خلفته آلة الحرب الإسرائيلية تجاه المواطنين، وترك الآلاف من الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة، إلا أنه ورغم ذلك لم يتزحزح إيمان الجماهير ومساندتها للمقاومة، أو تنقلب عليها كما أراد وخطط الاحتلال.

درع واق

وأكدَّ البسوس وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة قابوس في عُمان، أنَّ الحاضنة الشعبية شكلت للمقاومة الفلسطينية الدرع الواقي والحصن المنيع الذي حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي ضربه من خلال استهداف المواطنين في حي الشجاعية وخان يونس ورفح وشمال قطاع غزة.

ورأى أن صمود الناس خلف المقاومة الفلسطينية مثل أحد أهم عوامل نجاحها في مواجهة الحرب، فالالتفاف الشعبي أعطى غطاء شرعيَّا للمقاومة.

وشدد على أن إدراك المقاومة لوجود جبهة داخلية قادرة على الصبر والتحمل من جهة، وتؤيدها من جهة أخرى انعكس على أدائها ميدانيَّا، ولو لم تكن هذه النتيجة لشهدنا تداعيات سلبية كبيرة على المقاومة.

ونبه البسوس إلى أن الاحتلال حاول خلال عدوانه على القطاع كسر الإرادة الشعبية، والاحتضان الشعبي للمقاومة، من خلال ضرب منازل المواطنين، واستهداف الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان والعمارات السكنية والأبراج، ظنًا أن ذلك يشكل عامل ضغط على المقاومة.

اخبار ذات صلة