قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون في واشنطن د. إدموند غريب: إنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يتبنى موقفا داعما ومتعاطفا مع (إسرائيل)، "إلا أنه أقلق أصدقاء الأخيرة بأمريكا بشأن مواقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وأضاف غريب في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين" أمس: إن "ترامب حينما أعرب عن أمله أن يتم التوصل لتسوية وحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن بلاده ستلعب دور الوسيط النزيه بالأمر، وأنه مستعد لقبول حل الدولتين وحل الدولة الواحدة، آثار الكثير من الجدل بأمريكا، مما أقلق أصدقاء (إسرائيل) بأمريكا، ووصف من جانب آخر أنه تخلى من أمريكا عن حل الدولتين".
وتابع: "نتنياهو حقق جزءا كبيرا مما كان يريده خلال زيارته، كما كان يحققه من الإدارات الأمريكية السابقة، بما فيهم إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما"، مشيرا إلى أن "أوباما" الذي كان يعرف طبيعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر من أي رئيس أمريكي آخر، ويؤمن بمبدأ حل الدولتين، إلا أنه لم يستطع منع (إسرائيل) من التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية.
ورأى أن تعاطي ترامب مع القضية الفلسطينية، "لا يزال غير واضح"، لافتا إلى أنه عندما تعاطى بالمؤتمر الأخير مع نتنياهو بموضوع "الدولة الواحدة" كان مقلقا لـ(إسرائيل)؛ "لأنه على المدى البعيد هذا خطر، وذلك يعني دولة فصل عنصري منبوذة من العالم مرفوضة فلسطينيا ودوليا".
وأوضح غريب: "إذا كانت دولة ديمقراطية فإن ذلك يعني أن الفلسطينيين لهم صوت حقيقي مع الوقت سيشكلون غالبية السلطة وهذا أمر لا تريده حكومة الاحتلال، علما أن العلاقة الوثيقة بين (إسرائيل) وأمريكا المدعومة من الكونغرس، تشير إلى أنه لا يمكن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة".
وعزا الخبير الدولي، التباطؤ والتراجع في عملية نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) للقدس المحتلة، بأن هذه الخطوة من الممكن أن تكون مسيئة ومدمرة وتقوض مصداقية أمريكا، مشددا على خطورة المرحلة الحالية التي تحاول (إسرائيل) الاستفادة من أكبر قدر ممكن منها.
وذهب للإشارة أن هناك اعتقادا لدى حكومة الاحتلال، أن إدارة ترامب أقرب لمواقف (إسرائيل) من إدارة أوباما، لكنه ذكر أن هناك غموضا في موقف ترامب بعد تراجعه عن نقل سفارة بلاده للقدس المحتلة، وطلبه من نتنياهو إبطاء عملية الاستيطان.
يذكر أن ترامب نظم مؤتمر صحفيا مشتركا، مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، خلال زيارة الأخير لواشنطن.