فلسطين أون لاين

​كيف أحتضن طفلي وأهزم الألعاب الإلكترونية؟

...
صورة أرشيفية
خديجة طلال القديري

في حدود مساحة تلك الشاشة الصغيرة تختطف عيون وعقول وقلوب أطفالنا، فعادةً ما نجدهم يحركونها بتحريك أصبعهم عليها مهملين محيطهم الواقعي، بسبب ما تعرضه تلك الشاشة من ألعاب إلكترونية ممتعة ومسلية تشعرهم بالإثارة والسعادة.

للتغلب على هذه العادة التي تنهك الأهل من شدة الخوف والإحباط مما يدور داخل إطار تلك الشاشة؛ إليكم أعزائي هذه الخطوات:

الطفل بطبيعته يحب الحركة المستمرة واللعب، وهذا يرهق الأهل، فيعطون أطفالهم الأجهزة الإلكترونية لتهدئتهم وإشغالهم، بدلًا من توجيه طاقة الأطفال تجاه أنشطة حركية، وإن كانت داخل المنزل، عليكم فقط تخصيص مساحة معينة لهم وجعلهم يركضون ويقفزون ويلعبون، ويدعون أصدقاءهم للعب في حدود تلك المساحة حماية لهم من أي أخطار.

إعطاء الأهل أطفالهم من وقتهم بالجلوس معهم ومشاركتهم في بعض نشاطاتهم واللعب معهم والغناء والرقص والفكاهة والضحك والحديث معهم دومًا، فالأطفال الذين يقضون أوقاتًا طويلة مع أهلهم يتكيفون اجتماعيًّا، فقد أصبحتم -أيها الأهل- مصدر السعادة والمرح لهم والمصدر الوحيد للحب غير المشروط، على عكس الأطفال الذين يقضون أغلب أوقاتهم أمام الشاشات الإلكترونية، فهم عرضة للعديد من الأمراض، كالتشنج في عضلات العنق، وآلام في العضلات، وانحناء في الرأس، وآلام في الكتفين، والسمنة، والعزلة الاجتماعية والكسل والخمول الفكري والجسدي والهذيان الذهني، إضافة إلى أن الوميض المتقطع يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وهنالك احتمال الإصابة بمرض ارتعاش الذراعين والسرطان والأورام الدماغية والصداع والإجهاد العصبي وأمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية واضطرابات النوم، كل هذا لأنهم وجدوا متعة وهمية مرهقة بصحبة تلك الأجهزة.

عليكم في أوقات الفراغ صنع صندوق الألعاب الخاص بأطفالكم بمشاركتهم وتزيينه حسب رغبتهم وملؤه بالألعاب والأنشطة المتنوعة غير المرتبط بعضها ببعض، كأدوات الرسم وآلات الموسيقا والقصص وأدوات الطهي وقطع من الأقمشة، وبعض الأنشطة التي تحتاج حركة كالكرات والحبال، وأنشطة اجتماعية كبعض اللباس الذي يساعد في تقمص الأدوار، فبذلك يمارس الطفل أنشطة كثيرة خلالها نستطيع الكشف عن ميوله واهتمامه، ونتمكن بسهولة من متابعة مراحل نمو اهتمامه، فنضع له خطة مبكرة منذ سنواته الأولى بالبدء بالتركيز على التي اهتم بها تمهيدًا لإشراكه في دورات تنميها، ثم مسابقات يتنافس فيها، ثم في المستقبل يغزل بها حلمه الأكبر وموهبته وهدفه في الحياة، هكذا تكون له منذ سن مبكرة أنشطته الممتعة، التي يمكن تنمية مهاراته بها، وعندئذٍ لا تكون الألعاب الإلكترونية هي أكثر ما يمتعه، بل إنه ينصرف مبكرًا عنها لاهثًا وراء اهتماماته وأحلامه.

حدد مدة زمنية معينة للعب الأطفال بالأجهزة الإلكترونية، واجعلها ثابتة، فليس المطلوب المنع التام، وإنما الترشيد بالكم والكيف، مع التنقيب عن الألعاب التي تنمي القدرات والمهارات العقلية والنفسية، وعند منع الطفل من ألعاب معينة يجب على الأهل توضيح سبب المنع بأسلوب حواري مناسب لكل سن، مع تعزيز الرقابة الذاتية لدى الطفل بغرس القيم والإرشادات الدينية والأخلاقية بالقصص والحوار وبعض الأناشيد.

أخيرًا، يجب عليكم -أيها الأهل الأعزاء- أن تكونوا القدوة الحسنة المرحة المحبة الرحيمة التي تجذب عيون وقلوب أطفالكم، وتزينوا دومًا بالأفعال الجميلة الحميدة بدلًا من إلقاء الأوامر على الأطفال، ووضع القواعد والقوانين الصارمة التي تنفر الطفل من الجلوس بقربكم وتجعله ينعزل، فالطفل حركي اجتماعي بطبعه رغم جهله بعالمه، لكنه يحب الحياة ببراءة وشغف وتطلع إلى مستقبل أجمل آمن.