فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

البردويل: المصالحة تعني ترميم العلاقات الوطنية وليس مجرد ترتيب الوضع الإداري

...
صورة أرشيفية
حوار/ يحيى اليعقوبي:

قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. صلاح البردويل إن المصالحة ليست مجرد إنهاء للانقسام الفلسطيني وترتيب الوضع الإداري والسياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة فحسب، مؤكدًا أنها عملية ترميم شاملة للعلاقات الوطنية الفلسطينية.

وأضاف البردويل الذي أطلق نداءً وطنيًا مؤخرًا دعا فيه لتحقيق المصالحة والشراكة بين حركتي فتح وحماس في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين"، أمس، أن "المصالحة تبدأ بجبر الواقع الاجتماعي وإعادة بناء النسيج الاجتماعي الفلسطيني بشكل يحد من المزيد من الانشقاق، ثم يأتي دور إعادة بناء النظام الوطني الفلسطيني بشكل عام على المستويين المجتمعي وبالفكر السياسي".

وتابع أن "المصالحة كلمة شاملة لا يجب أن تختزل بمصطلح "التمكين" أو تشكيل حكومة أو إعادة انتخابات"، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الوصفات (المقترحات) التي قدمت لتسجيل المواقف تتحدث عن الانتخابات، التي إذا ما قامت على أساس التصيد ستكون وصفة للاقتتال، أما في حال قامت على أساس الاعتراف بالآخر فسيتم التقدم بملف المصالحة.

وأوضح البردويل أن الإشكالية تتمثل بالقفز عن الأشياء المهمة المجتمعية والنفسية والأهداف الوطنية وكأن المصالحة تتمثل في إعادة بناء وترتيب تنظيم العلاقة بين غزة والضفة بمسار يمر عبر الاحتلال، مشددا على ضرورة التعلم من كل الاتفاقيات الموقعة، وانتقاء الجزء الذي يحقق المصالح الوطنية.

وقال: "نقبل أن تجمع كل أوراق الاتفاقيات السابقة ونبني عليها دون اقتطاع شيء، مشيرا إلى أن اتفاقية المصالحة عام 2005 كان جوهرها الشراكة وكذلك في (2006 و2011و 2017م ) التي ركزت على الشراكة دون انتقائية.

إعادة صياغة

وأكد البردويل أن المبادرة التي أطلقها هي نوع من أنواع إعادة صياغة التفكير في مفاهيم الوحدة والمصالحة وتوسيع الأفق في تقبل الآخرين، جوهرها الاعتراف بالآخر، بعيدا عن وسائل الإعلام دون الحاجة لوسيط – رغم أهميته في كل المراحل – والتحدث وجها لوجه بين الإخوة.

وحول كيفية البناء على المبادرة ومدى إمكانية تحويلها واقعًا على الأرض، قال: "يمكن ذلك من خلال عدة أمور أولها، أن هناك ميدانا على الأرض يجمعنا متمثلا بالشعور بالوجع والألم من المستقبل فالجميع بغزة والضفة محاصر من الاحتلال فكلنا مستهدفون".

وأضاف أن الأمر الثاني يتعلق بوجود خطر معلن داهم متمثل بصفقة القرن، مشيراً إلى أن وحدة الموقف الفلسطيني ضد هذه الصفقة تشجع على إتمام المصالحة.

والأمر الثالث بحسب البردويل، فهو مسيرات العودة التي انطلقت لإحياء القضية الفلسطينية وحق عودة اللاجئين، متسائلا: "لماذا لا نستفيد من هذا الميدان الذي اختلطت فيه الدماء؟".

ولفت إلى أنه عندما كتب اتفاق القاهرة عام 2011، ومن ضمنه مصطلح "التوافق" فهمت حماس والفصائل أن الجميع إخوة ولهم الحق في التعبير، لكن فهم المصطلح لدى فتح بأن قضية التوافق على الحكومة أن له سقفا وهذا السقف يحدده رئيس السلطة، أي أن رئيس السلطة ليس طرفا في الصراع أو الاتفاق، وأن كل ما يتم البت فيه بين الطرفين يحدد رأيه النهائي بالموافقة أو الرفض، فيصبح ما يقدمه طرفا المصالحة استشارة أو توصية لعباس، فيقبل أو يرفض ما يريد.

قاعدة مشتركة

وعن إمكانية الالتقاء في هذه الظروف على قاعدة مشتركة رغم اختلاف البرامج السياسية، أوضح أن مبادرته قائمة على نقطة تبدأ بالمواجهة، وعقد لقاء يجمع كل الفصائل لوضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالمفاهيم والمصطلحات المختلف عليها وجها لوجه دون وسطاء، والاتفاق على مفاهيم: الحكومة الواحدة، وإعادة بناء المنظمة، والتوافق على الانتخابات وأهدافها، مشيرا إلى أن "هذه الأشياء التي يستصغرها البعض يتم الاختلاف عليها عند التطبيق".

واستدرك: "إما أن يجتمع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير مع الفصائل أو يجتمع الإطار القيادي ويضم شخصيات فلسطينية من المجتمع المدني والمثقفين والسياسيين، والاتفاق على ما اتفق عليه، وكذلك الاتفاق على ما جرى الاختلاف عليه من تفسيرات سابقا".

وبشأن ما تحدث به رئيس السلطة محمود عباس، عن عرض قدمته السلطة لحركة حماس، بشأن الانتخابات التشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، بأن السلطة عرضت على حماس انتخابات بقائمة واحدة، أكد البردويل أنه لم يعرض على حماس المشاركة بقائمة واحدة، متسائلا حول مصير باقي الفصائل وإن كانوا أيضا ستضمهم القائمة نفسها حسب المقترح، وهو ما لا يحتاج إلى إجراء انتخابات بل إلى التوافق.

وقال: "واضح أن القائمة الواحدة ليس لها رصيد على الأرض، لكن حماس مستعدة للتدارس على طاولة واحدة لأي فكرة جديدة لاحت من أي طرف".

وحول دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية للقاء رئيس السلطة محمود عباس سواء في غزة أو أي مكان آخر ودعوته لضرورة عقد الإطار القيادي المؤقت للانعقاد، أعرب البردويل عن أمله أن يكون هناك رد إيجابي على دعوة هنية، وتكون هناك خطوة تكسر الحواجز النفسية والاجتماعية والمجتمعية بين الطرفين، وعقد الإطار القيادي للمنظمة للاتفاق على رؤية وطنية شاملة.

ولفت البردويل إلى أنه لم يتم الرد من قبل فتح أو عباس على دعوة هنية, بالتالي يبقى الوضع على ما هو عليه، مؤكدا أن الوحدة تتحقق من خلال وضع استراتيجية موحدة وخطة عمل وخارطة طريق لاستعادة الوحدة، يكون إجراء انتخابات عامة جزءا من هذه الخارطة.

وأكمل البردويل بشأن تأثير مواجهة صفقة القرن دون تحقيق الوحدة، قائلا: "كشعب فلسطيني نجحنا أن نصعب على الأمريكان تنفيذ صفقة القرن بالمشاهد التي حدثت خلال مؤتمر البحرين، مما يحتاج لجهود أخرى مركزة وهادفة تحتاج إلى مزيد من التوافق الوطني على الخطوات لإفشال الصفقة"، مؤكدا أن نتائج المواجهة للصفقة بالوحدة تكون أفضل من المواجهة المنفردة.