استمرارًا لتبعات عملية "حد السيف"، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أمس، النقاب عن استقالة قائد قسم العمليات الخاصة بشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش دولة الاحتلال الإسرائيلي، والقائد السابق لوحدة "سيرت متكال"، العميد "ج".
وبحسب الصحيفة العبرية، أراد رئيس أركان دولة الاحتلال، إجراء إصلاحات بقسم العمليات الخاصة بشعبة الاستخبارات، وذلك بعد فشل العملية الخاصة، في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وجاءت ردة الفعل من قائد قسم العمليات الخاصة بشعبة الاستخبارات العسكرية "ج" بتقديمه الاستقالة، بعد أن طلب رئيس الأركان أفيف كوخافي استبداله بسابقه العميد "أ".
وأوضحت الصحيفة، أن "كوخافي" طلب قبل شهرين، من القائد السابق لقسم العمليات الخاصة بجهاز "أمان"، أن يحل بدلًا من العميد "ج"، الذي لم يرضَ عن ذلك، واستقال بشكل غاضب.
ووفقا للصحيفة ذاتها، تمت الموافقة على استقال العميد "ج"، والذي سينهي خدمته العسكرية بتاريخ الأول من شهر أغسطس القادم، والتي كانت من المفترض أن تنتهي بشهر مارس العام القادم.
ولفتت الى أن العميد "أ"، الذي شغل بالسابق، قائد قسم العمليات الخاصة بشعبة الاستخبارات العسكرية، تم استدعاؤه عدة مرات بالسابق، من أجل اصلاح الإخفاقات بالوحدة الاستخباراتية الخاصة.
وكانت عناصر من المقاومة اشتبكت في نوفمبر/ تشرين الأول العام الماضي، مع قوة إسرائيلية خاصة تسللت شرقي مدينة خان يونس، لتنفيذ مهام وصفت بالاستخبارية، ما أدّى لمقتل قائدها وإصابة آخرين بحسب اعتراف الاحتلال، قبل أن تتمكن المقاتلات الإسرائيلية من إخلاء الوحدة وإنقاذ باقي أعضائها باستخدام غطاء ناري كثيف وقصف جوّي عنيف للمنطقة.
وتعقيبا على ذلك، قال المختص في الشأن العسكري د.رامي أبو زبيدة: إن تبعات فشل عملية خان يونس ما زال مستمرًا، سيمّا أن هكذا عمل يشمل قدرًا كبيرًا من المعلومات حول العوامل المسبّبة له.
وأشار أبو زبيدة لصحيفة "فلسطين": إلى أن استقالة الضابط في جيش الاحتلال الذي لم يتم الكشف عن اسمه، وترميزه بحرف "ج" هو الثاني على إثر عملية خان يونس "حد السيف"، حيث استقال في فبراير الماضي، قائد وحدة هيئة الأركان الخاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي "سييرت متكال" من منصبه، في سابقة هي الأولى في تاريخ الوحدة السرية منذ 23 عاما.
وأضاف: "الثابت بهذه العملية تحوّلها من تهديد تكتيكي إلى مشكلة استراتيجية في ساحة المعركة نتيجة الإخفاقات الاستخباراتية، والفشل في اتخاذ القرار"، مؤكدًا أنه كان واضحًا منذ البداية أنها ستسهم في خلق مشاكل "خطيرة" وزيادة الشك في كل عمل استخباري ذي نطاق واسع، فيما تشوش على عمليات جمع المعلومات الاستخبارية في غزة نتاج بنك المعلومات التي قد تكون المقاومة حازتها.
ونبه أبو زبيدة إلى أن العملية تحولت من عملية أمنية تكتيكة لجمع معلومات أو استهداف المقاومة، لفشل ميداني واستراتيجي واستخباري، مضيفا "من الواضح أن تبعات العملية لن تنتهي عند هذا الحد في استقالة الضباط وإجراء التغييرات على الهيكلية القيادية، بل ستصل لفضاء أكبر من دون أن تصل للمستوى السياسي، لأن الأمر منوط بالمؤسسة الأمنية والعسكرية التابعة لجيش الاحتلال".
ووحدة "سييرت متكال" هي وحدة الكومندوز البرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعد الأولى والأكبر بين الوحدات الخاصة الأكثر سرية في جيش الاحتلال، وهي وحدة مشابهة لوحدات الــ SAS في الجيش الأمريكي والبريطاني.
وقال أستاذ العلوم الأمنية والاستراتيجية، د.هشام المغاري: إن الاحتلال وعقب كل عملية تُخفق فيها وحداته الأمنية والعسكرية، عادة ما يقيم سلوكه والنتائج المحققة على الأرض، عبر عقد لجان عدة، في ضوء توصياتها يحال أعداد من الضباط إلى الاقالة أو الاستقالة من تلقاء أنفسهم، أو إعادة هيكلة الجهاز.
ويرى المغاري لصحيفة "فلسطين"، أنه وفي مقابل ذلك، فإن المقاومة تسجل إنجازات ونجاحات تحسب لها، كما كان الحال خلال وعقب عملية حد السيف في مدينة خان يونس، مضيفا "السلوك الإسرائيلي الواضح أنه تألم كثيرًا من نتائج عملية خان يونس، وكان الاخفاق لديه كبيرا، وفي مقابل ذلك المقاومة حققت نجاحا لافتا".