قائمة الموقع

​"القريناوي" كسر حواجز الإعاقة وأبدع على كرسيه المتحرك

2019-07-05T12:40:00+03:00
المعاق لا يحتاج إلى نظرات العطف التي يطلقها المجتمع

بصحبة كرسيه المتحرك يتجول الشاب عبد الكريم القريناوي (29 عامًا) بين المكاتب يطمئن على سير العمل في الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يترأس مقره في المحافظة الوسطى لقطاع غزة، برفقة زملائه من ذوي الإعاقة.

القريناوي -متزوج ولديه طفلة- لم يولد وهو يعاني إعاقته الحركية لكن مرضًا ألم به في عمر (17 عامًا) في منطقة الظهر تسبب بإعاقته، ليبدأ حياة جديدة لم يستسلم فيها عبد الكريم يومًا للظروف رغم صعوبة ما يعانيه في التنقل والحركة، ونظرة المجتمع للمعاق وغيرها من الأسباب كما يرويها.

الانخراط في المجتمع

يقول عبد الكريم لــصحيفة "فلسطين" إنه لم يتوقف يومًا عن تحقيق حلمه، بل أكمل تعليمه الثانوي بعد انقطاع بسيط في فترة العلاج، ليحصل على شهادة الثانوية العامة، وينتقل بعدها بسنوات لمقاعد الدراسة ليتخرج من قسم المحاسبة التطبيقية، يدخل دوامة البطالة والأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع مثله مثل بقية زملائه.

وأضاف: "قررت الانخراط مع المجتمع من خلال دورات خاصة بذوي الإعاقة، وتدريبـات تعرفهم بحقوقهم من خلال مشاريع تنموية مخصصة، ثم تطورت بعد الكثير من الممارسة والتعلم لأصبح مدربا لعدد كبير من ذوي الإعاقة، وانتقلت بعدها لأصبح مشرفا على عدد من المشاريع الدولية المخصصة، والمدربين".

يروي عبد الكريم أن أحلامه لم يوقفها إنجاز، بل سعى بشكل حثيث للتعلم أكثر والانخراط بشكل أكبر في المجتمع، والهروب من فخ البطالة الذي بات يؤرق غالبية الخريجين في القطاع، من خلال حصوله على دورات في صيانة الهواتف الخلوية، بدأت بــ 360 ساعة تدريبية حصل عليها من خلال مشروع إرادة التابع للجامعة الإسلامية بغزة.

وتابع: "حاولت أن أبحث عن مكان للعمل فيه والانطلاق منه، لكن الأمر لم يكن سهلًا خصوصًا مع عدم وجود محلات توائم ذوي الإعاقة، ليعمل بعدها من منزل حتى حصل على مشروع مكنه من كسر كل الحواجز في وجهه وافتتاح محله الخاص.

العمل التطوعي

منذ الأيام الأولى للإعاقة لم يفوّت عبد الكريم يومًا دون تقديم ما يستطيع لأقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أخذ على نفسه العهد أن يكون عونًا لهم من خلال تدريبهم وإلهامهم لإكمال مسيرة حياتهم بطريقة إبداعية.

وهذا ما دفعه إلى ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة في المحافظة الوسطى، ليتقلد منصب الرئيس بعد سجال كبير من أجل إجراء الانتخابات للاتحاد الذي كان مسيطرًا عليه ولا يقوم بالوظيفة المخصصة له، كما يقول القريناوي.

ويروي أنه مع زملائه لا يدخرون جهدًا من أجل الإيفاء بكافة الوعودات التي أعطوها للناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، مشددًا "لن يشعر بالمُعاق أحد إلا من كان بنفس معاناته".

وختم القريناوي حديثه، أن المعاق لا يحتاج إلى نظرات العطف التي يطلقها المجتمع وإنما يحتاج إلى دعمه من أجل الحصول على حقوقه الموقع عليها في الاتفاقيات الدولية، والاندماج بالمجتمع من أجل الحصول على لقمة عيشٍ من إبداعه وجهده.

اخبار ذات صلة