قائمة الموقع

​اختيار التخصص الجامعي.. وفق رغبة الطالب أو حاجة سوق العمل؟

2019-07-05T12:20:00+03:00
يعترض بعض الأهالي على التحاق أبنائهم بتخصصات معينة

أغلب الطلبة لديهم حلم وطموح في الالتحاق بتخصص معين في الجامعة بعد إنهاء مرحلة الثانوية العامة وإعلان النتائج لتحقيق حلمهم في الدراسة، ومن ثم الحصول على وظيفة تناسب شهادتهم الجامعية، في حين يعترض بعض الأهالي على التحاق أبنائهم بتخصصات معينة، كون ليس لها مجال في سوق العمل، فيختارون لهم وظائف تتناسب مع حاجة السوق في ظل الركود الوظيفي.

ولاختيار تخصص جامعي؛ هل يأتي ضمن الرغبات والميول أم وفق حاجة سوق العمل؟.

تحدث الشاب إبراهيم عاشور (24 عامًا) عن تجربته، مشيرًا إلى أنه كان يحلم بدراسة الهندسة المعمارية، واجتهد وثابر من أجل الحصول على المعدل المطلوب في الثانوية العامة، وبعد إعلان النتائج كان لوالده رأي آخر، ناصحًا إياه بالالتحاق بكلية الهندسة.

وقال: "دخلت حينها في صراع نفسي، هل ألبي رغبتي الذاتية وأحقق حلمي أم أقبل بنصيحة والدي؟، وحينها راودتني مخاوف من تنفيذ قراري حتى لا أتحمل المسؤولية في حال حدث شيء لم يكن في الحسبان".

وأشار عاشور إلى أن الأمر صعب، ولكن يرجع اختيارك إلى مدى تقبلك لنصائح من حولك، فكل التخصصات مزدحمة، ومعدلات البطالة في ارتفاع، ويرجع الأمر إلى مدى قناعة الشخص بذلك، وفق قوله.

أما الطالب بلال عادل الذي أنهى امتحانات الثانوية العامة مؤخرًا، يتوقع أنه بعد إعلان النتائج سيدخل في دائرة الحيرة لعدة أيام، ما بين الدراسة وفق مهارته الذاتية وميوله، أم وفقًا لحاجة سوق العمل.

وأوضح أن المعضلة في الأمر أن السوق المحلي قد تشبع بالخريجين من مختلف التخصصات، ولكن في حال تم طرح تخصصات جديدة تتوافق مع رغبة سوق العمل والمهارات الذاتية كالتخصصات التي تتعلق بالهواتف الذكية وبرمجة التطبيقات، وغيرها.

ولكن بعض الآباء قد يوجهون أبناءهم نحو الالتحاق بالتخصصات العلمية كونها تجعل لهم مكانة بين الناس، كالطب والهندسة، أو أنهم يختارون لهم تخصصات باعتبارهم يمتلكون الخبرة التي يفتقدها أبناؤهم.

الحاجة أم الرغبة

وقالت الاختصاصية في التنمية البشرية رناد الحلو: "الحاكم الأساسي في اختيار التخصص الدراسي هو المعدل، فكثير من الأحيان نعلق آمالنا على تخصص معين، ولكن المعدل يفقدنا الأمل ويضيع منا الحلم".

وأضافت: "الحيرة التي يعيش فيها الطالب في اختيار التخصص وفق رغبته أم حاجة السوق، فالميول وحدها لا تكفي، وإن كانت أهميته لا تقل عن حاجة السوق، كما أن سوق العمل يجب أن يدرس، والاستشارة حينها ضرورية من أهل الخبرة".

وأشارت الحلو إلى أنه من الجميل التوفيق قدر الإمكان بين الرغبة وسوق العمل، ولكن في حال كانت الميول لتخصص ليس له مجال بسوق العمل، فترى أنه الآن يوجد الكثير من الحلول التي أتاحتها الدبلومات والدورات بمختلف التخصصات، وبذلك يمكن التوفيق بين الجانبين حتى لا يتفاجأ الطالب بعد التخرج بالمستقبل والواقع ويندم.

ولفتت إلى أن اختيار التخصص الجامعي لا بد أن يرتبط بمحددات ومعايير، كدراسة سوق العمل بعد عدة سنوات من الدراسة، ومدى إشباعه من التخصص الذي تود اختياره، فالجامعة هي مرحلة انتقالية للطالب حيث ينتقل من مرحلة التلقين إلى الإبداع والتفكير، والقدرة على حل المشكلات التي يمكن أن تواجهها.

ويعد كل تخصص له أساليب ومهارات خاصة فيه يجب على الطالب اكتسابها، فالدراسة النظرية وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى عمل ميداني من أجل تطوير المهارات.

وتابعت الحلو: "يمكن لوزارة التربية والتعليم العالي أن يكون لها دور كبير في تحديد التخصصات التي يحتاجها سوق العمل للتسهيل على الطلبة التوجه والاختيار، وشرح أهداف كل تخصص".

اخبار ذات صلة