فلسطين أون لاين

​النخب السعودية.. تجرؤ غير مسبوق على القضية الفلسطينية وهرولة للتطبيع

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

نخب إعلامية وسياسة سعودية، تتجرأ وعلى الملأ على مهاجمة فلسطين قضية العرب المركزية، ومقدساتها، وأبرزها المسجد الأقصى المبارك، مع دعوات غير مسبوقة نحو الهرولة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وعده أمرًا عاديًّا.

وسجل آخر هجوم على الفلسطينيين من قبل الإعلامي السعودي فهد الشمري، خلال تداوله مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وادعائه أن القدس ليست للفلسطينيين.

وسبق الشمري خروج الباحث السعودي لؤي الشريف على هيئة البث العبرية الرسمية "مكان"، وحديثه معها باللغة العبرية، خلال "مؤتمر البحرين" في 25 و26 يونيو/ حزيران المنصرم، وافتخاره بأنه يتحدث بلغة اليهود.

ويأتي هجوم النخب السعودية والدعوات إلى التطبيع، وسط صمت النظام السعودي، وهو ما يعكس موافقته ضمنيًّا على مواقفهم، لكونهم ينطلقون في الهجوم على فلسطين من الأراضي السعودية.

وتتناقض مواقف النظام السعودي مع رؤية مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود، الذي استجاب لرسالة مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني والهيئة العربية العليا في فلسطين لطلب المساعدة، خلال حرب 1948.

خطط مدروسة

أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية د.غسان وشاح يؤكد أن المشهد الجديد في السعودية ومهاجمة الفلسطينيين، والخروج عبر القنوات الإسرائيلية، يعكس المزاج السياسي في الديوان الملكي السعودي، ويتم برضا وتوجيه من قبلهم.

ويقول وشاح لصحيفة "فلسطين": ما يحدث هو ضمن خطط مدروسة وكاملة معدة من قبل علماء سعوديين وإسرائيليين، وبدأ أول ملامحه بالظهور من خلال تصدير الإعلاميين لمهاجمة فلسطين، والحديث مع الصحافة الإسرائيلية.

ويتوقع وشاح أن تشهد الأيام القادمة لغة جديدة وتصعيدية من قبل النخبة السعودية تجاه فلسطين، وأخطر مما تم الحديث فيه سابقًا، حيث سيعلن هؤلاء أن فلسطين والقدس حق لليهود، عدا عن خروج مسؤولين سعوديين كبار للحديث علنًا عن ضرورة نسج علاقات مع الاحتلال، وإنهاء المقاطعة الشعبية العربية له.

واستطرد بأن "السعودية بدأت في الدخول بنفق مظلم، بحيث سينفصل الشعب عن قيادته، لكونه ينظر للاحتلال على أنه عدو للعرب، مع صعوبة قبوله فكرة التخلي عن القدس والمسجد الأقصى الذي يعد جزءًا من عقيدة المسلمين".

ضغوطات أمريكية

المختص في الشأن الإسرائيلي وديع أبو نصار، يرى أن الموقف السعودي الرسمي من القضية الفلسطينية أظهر تراجعًا كبيرًا في الفترة الأخيرة؛ وذلك بسبب حجم الضغوطات الأمريكية على القيادة الجديدة في المملكة.

ويقول أبو نصار لـ"فلسطين": "إن النظام السعودي يخشى على وجوده، وهو يعلم أن تقوية العلاقات مع الاحتلال سبيل لاستمراره في الحكم، لذا يعمل على إظهار تعاونه معه، ولكن بشكل غير رسمي من خلال تقديم النخب المقربة منه؛ لمدحه ومهاجمة الفلسطينيين".

ويستبعد أن تسهم الحملة الإعلامية السعودية غير الرسمية الموجهة ضد الفلسطينيين، في تغيير نظرة الشعب السعودي للاحتلال، أو المساهمة في شيطنة الفلسطينيين.

ويرجع السبب وراء عدم نجاح تلك الحملة وفشلها، إلى ضعف التأثير السعودي الرسمي وعدم امتلاكه أي أوراق قوة لإقناع الشعوب، لكون هناك درجة عالية من الوعي لديها.

ويوضح أن النخب السعودية التي خرجت لمهاجمة فلسطين، تهدف إلى إيصال عدة رسائل إلى قادة الاحتلال بأن هناك توجهًا جديدًا في المملكة مختلف عما سبق.