قائمة الموقع

​الاعتقالات "الإسرائيلية" المكثفة في الضفة والقدس.. أهداف ودلالات

2019-07-03T07:19:32+03:00
صورة أرشيفية

تنفذ سلطات الاحتلال منذ عدة أسابيع حملة اعتقالات يومية مكثفة في مدن وقرى الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، طالت مئات المواطنين من الناشطين والطلبة من ألوان الطيف الفلسطيني كافة.

وفي سياق تفسيرها لحملة الاعتقالات الشرسة قالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنَّ هدفها "إعادة الهدوء إلى المنطقة"، وهو ما لا يتفق مع الواقع الذي يُشير إلى محدودية أعمال المقاومة خلال الأشهر الأخيرة.

واعتقلت قوات الاحتلال أمس 22 مواطنًا من أنحاء متفرقة من الضفة المحتلة، وزعمت في بيان بأنَّ المعتقلين هم من المطلوبين لأجهزتها "الأمنية"، وجرى تحويلهم للتحقيق، في حين أعلنت عن ضبطها لسلاح من نوع "كارلو ستاف" خلال عمليات دهمها منطقة شمال الضفة.

مدروسة ومخطط لها

ويقول وزير الأسرى الأسبق وصفي قبها: إنَّ الاعتقالات التي تجري "مدروسة ومخطط لها، ولا تنفذ عشوائيًّا مطلقًا أو بناء على ردة فعل"، حتى لو طالت شخصًا معتقلًا لم يقترب من أي عمل وطني أو سياسي.

ويؤكد قبها لـ"فلسطين" أن هدفها إرباك الساحة الفلسطينية وعدم إعطاء فرصة لأي فلسطيني للتفكير باتخاذ موقف للتصدي لجرائم الاحتلال.

ويشير إلى أنَّ سلطات الاحتلال تتبع سياسة "جز العشب" مع أبناء الضفة الغربية والقدس، بحيث لا يستطيع الفلسطيني أن يطلق عنان تفكيره لمواجهة الاحتلال ومقاومته.

وذكر أن أحد ضباط الاحتلال أخبره خلال إحدى فترات اعتقاله السابقة صراحة عن هذا الهدف وهذه الغاية.

وأضاف: "واضح أن الاحتلال يتبع سياسة الضرب على الرأس، وإفقاد التوازن من خلال هذه الاعتقالات، وإذا ما حاول الشخص الوقوف مترنحًا بعد ذلك تأتيه الضربة الثانية عبر تجديد الاعتقال".

وينبه قبها إلى أن سلطات الاحتلال وعبر الاعتقالات المكثفة تبحث عما لدى الشباب من توجهات سياسية وعقدية لقراءة أفكارهم واستنباط مواقفهم، ليتسنى لأجهزة المخابرات تصنيف كل واحد منهم على حدة.

ويكُمل: "خلال الأيام الأولى للاعتقالات تُجرى المقابلات وهي فترة التحقيق، يقف الضباط على نفسية كل شخص من المعتقلين، في عملية سيكولوجية خطيرة، لتصنيفهم وتقييم عقولهم ومعرفة طريقة تفكيرهم واتجاهاتهم وتوجهاتهم".

ووفق مؤسسات وشخصيات ذات صلة بمجريات عملية الاعتقالات، تتصاعد هذه العملية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه أبناء الشعب الفلسطيني وتهبط ارتباطًا بمجريات الأوضاع الميدانية، إلا أنها لم تتوقف حتى في أكثر الأوقات سلمية.

وبحسب توثيق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن (6000) أسير يقبعون في سجون ومراكز توقيف الاحتلال الإسرائيلي من بينهم: (350) طفلًا، في حين تجرع مليون فلسطيني مرارة الاعتقال منذ احتلال فلسطين.

مكون أساسي

ويؤكد مدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، أنَّ حملة الاعتقالات التي تنفذها سلطات الاحتلال تُمثل مكونًا أساسيًّا في استراتيجية (إسرائيل) بما يصل إلى فرض هيمنتها واستئصالها لأي عمل مقاوم في مهده.

وشدد قوس في حديث لـ"فلسطين" على أنَّ مدن الضفة والقدس تشهدان ودون أي شك حملات اعتقال يومية مكثفة، تندرج ضمن سياسة الضغط على الشارع الفلسطيني وإرهابه واستباق من يحاول ما تراه زعزعة لأمن دولتها.

ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تحاول عبر تلك الحملات رسم سياسة ترهيب وتخويف المواطنين من الإقدام أو المشاركة في أي نشاطات "معادية" لها من جهة، وإرسال رسائل طمأنة للمجتمع الإسرائيلي لا سيما سكان المحيط الاستيطاني للمدن الفلسطينية التي تتركز فيها حملات الاعتقال.

كما يهدف الاحتلال وفقًا لقوس إلى وضع الفلسطينيين في حالة إرباك وانشغال دائم والوصول لحالة من الإحباط والانشغال بالنفس، وذلك في إطار خشيته من التنظيم والاتحاد في ميدان المواجهة.

اخبار ذات صلة