فلسطين أون لاين

​شوق أهالي الأسرى لأبنائهم يصطدم بـ"المنع الأمني" الإسرائيلي

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

ترفع الشقيقتان شهد وفرح ماضي، صورة لعمهما حسني، خلال مشاركتهما في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى المقام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة.

علامات الشوق ترتسم في عيون الشقيقتين لعمهما الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بعرض البحر في مايو/ أيار 2016، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات.

وافتقدت الطفلتان شهد (9 أعوام) وفرح (10 أعوام)، ابتسامة عمهما وأحضانه، بعد أن غيبته سجون الاحتلال، غير أنه منذ اعتقاله لم يكتب لهما زيارته أو الحديث معه، فاكتفيا بالحديث معه عبر صوره المعلقة على جدران المنزل، وإرسال رسائل الشوق والمحبة مع جدتهما التي تتمكن من زيارته في سجون الاحتلال، كل شهرين مرة واحدة.

وتردد الشقيقتان ماضي، عبارات تحيي صمود الأسرى وتدعو للوقوف بجانبهم، منها "كلنا مع الأسير، ويا أسير ما انسيناك"، داعيات كل المؤسسات الدولية الحقوقية منها والإنسانية للضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة الأسرى والسماح لذويهم بزيارتهم.

"منع أمني"

وأخذ الحاج إبراهيم ماضي (70 عاماً) يحمد الله، بعد أن تمكن من زيارة نجله حسني في سجن "إيشل" قبل نحو أسبوعين، بعد أن سمحت سلطات الاحتلال له بالزيارة بعد حرمانه منها عامين متتاليين.

وأشار ماضي لصحيفة "فلسطين" إلى أن معالم السجن ارتسمت على ملامح نجله حسني، الذي حاول إخفاء ما يعانيه وزملاؤه خلف الأسوار عن والديه، نظراً لتقدمهما في السن، وخشية أن يصيبهما مكروه، فاكتفى بالحديث عن اشتياقه لأشقائه وأصدقائه وتعرفه على زملاء جدد في الأسر.

ولفت ماضي إلى أن نجله يقبع الآن في سجن "النقب"، ويتم نقله عند كل زيارة لسجن "إيشل" ومن ثم يعاد "لـلنقب"، مؤكداً أن أوضاع الأسرى غاية في الصعوبة وهم بحاجة إلى وقفة جادة تنهي معاناتهم، وتمكن ذويهم من زيارتهم.

وتقتصر زيارة الأسير ماضي على والديه المسنين، في حين يتم حرمان أشقائه وشقيقاته من الزيارة بحجة "المنع الأمني" دون إبداء السبب.

وتواصل سلطات الاحتلال سياسة منع أهالي أسرى قطاع غزة وخاصة أسرى حركة حماس، من زيارة أبنائهم في السجون.

اعتقال إداري

في ذات السياق، نظمت وزارة الأسرى والمحررين، ومؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، وقفة نسوية لدعم وإسناد للأسرى.

ورفعت المشاركات في الوقفة أعلام فلسطين وصور عدد من الأسرى، ولافتات كتب عليها "كلنا مع الأسرى".

وأكدت سماح عمار، في كلمة مؤسسة مهجة القدس، أن إدارة سجون الاحتلال تمارس جرائم مستمرة بحق الأسرى، إلى جانب ممارسة سياسة الاعتقال الإداري المخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية.

وبينت عمار أن الأسير جعفر عز الدين يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ15 على التوالي؛ رفضاً لتحويله للاعتقال الإداري ثلاثة أشهر أخرى، إلى جانب مواصلة ثمانية أسرى إضرابهم عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهم إداريًا.

وقالت: إن إدارة السجون تمارس سياسة القمع بحق الأسرى خاصة المضربين عن الطعام، وتحرمهم من الالتقاء بمحامييهم، أو زيارة الأهل، وتمارس سياسة الإهمال الطبي والعزل الانفرادي بحقهم.

ودعت مؤسساتِ حقوق الإنسان للتدخل الفوري والعاجل لإنهاء معاناة المضربين عن الطعام، بالاستجابة لمطالبهم العادلة، ووقف الجرائم الإسرائيلية الممارسة بحقهم.

وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 5700 أسير في سجونها، بينهم 48 سيدة، و230 طفلاً و500 معتقل إداري.