تمر القضية الفلسطينية بكثير من التغيرات والتطورات المتسارعة والمؤثرة بشكل قوي على مسار النضال والتحرير، ما يجعل تسجيلها وتأريخها واجبًا من أجل إطلاع الأجيال عليها لترسيخها في أذهانهم، ولعل أبرز هذه التطورات ما يتعلق بما يسمى "صفقة القرن"، ومؤتمر البحرين الذي عقد في العاصمة المنامة، الأربعاء الماضي، وقوبل برفض فلسطيني واسع.
وفي هذا الصدد، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في غزة الدكتور زياد ثابت، أن "صفقة القرن" من المواضيع التي توليها الوزارة الكثير من الاهتمام، وذلك من خلال إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة في المدارس والجامعات للتعريف بماهية الصفقة وتداعياتها الخطيرة على حقوق الفلسطينيين، لا سيما اللاجئون منهم.
وبين في حديث لـ"فلسطين" أن تغيير المناهج أو إضافة وحدات جديدة؛ لا يمكن أن يحصل مع كل حدث يتعلق بالقضية الفلسطينية، منبهًا إلى أن التغلب على هذا الأمر ممكن بتنظيم الأنشطة والمواد الإثرائية التي توعي الطلبة والطالبات بالقضية.
وقال ثابت لـ"فلسطين": إن "هذه المواد تتناسب مع كل المراحل العمرية في المدارس سواء الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، كما أن هناك كمًّا كبيرًا من الأنشطة التي تقام في المدارس من خلال المحاضرات، الإذاعة المدرسية، المشاركة في الأنشطة الخارجية كالمسيرات والمسابقات".
وأضاف: "لدينا أنشطة عديدة تقام في المدارس تأخذ بعين الاعتبار القضايا المصيرية المتعلقة بالقضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن المساحة واسعة في العمل في هذا المجال خاصة أن المنهاج الفلسطيني لا يقتصر على ما هو داخل الكتاب بل يمتد لكل ما يمكن أن يقوم به الطالب داخل المدرسة وخارجها".
وذكر ثابت أن كل موضوع سياسي متعلق بالقضية الفلسطينية يتم أخذه بالاعتبار، لتوعية الطلبة من خلال الأنشطة المختلفة والمواد الإثرائية التي توزع عليهم ودعوتهم للمشاركة فيها والتفاعل معها.
وأشار إلى أنه خلال الفصل الدراسي الأخير، نظمت الوزارة حملة "الواجب نحو الله ثم الوطن والآخرين" في المدارس الحكومية، بهدف توعية الطلبة بالواجبات المناطة بهم تجاه الله عز وجل من حيث العبادات والفرائض، وتوعيتهم كذلك بالواجبات المطلوبة نحو وطنهم مثل حمايته والدفاع عنه والواجبات المطلوبة نحو زملائهم وأفراد المجتمع.
كما تهدف إلى زرع القيم السامية والمساهمة وتنمية الطلبة والاستفادة من قدراتهم البدنية والاجتماعية وجعلهم أفرادًا مسؤولين وأعضاء نافعين لأنفسهم ومجتمعهم، وفق وكيل وزارة التربية والتعليم العالي.
وأفاد بأنه من الصعب تغيير الكتب المدرسية والمنهاج كل عام، مستدركًا: "لكن المنهاج المدرسي ليس فقط ما بين دفتي الكتاب بل يمتد إلى الأنشطة التي يتعرض لها الطالب في المدرسة وخارجها والتي تتعلق بالقضية الفلسطينية".
وأوضح ثابت أن وزارة التربية والتعليم تولي الجامعات أيضًا الاهتمام في هذا المجال، كما أن الأحداث الكبيرة والمؤثرة في القضية الفلسطينية تفرض على الوزارة أن تخصص بعض الكتب أو المناهج على طلبة الجامعات من أجل دراستها ومعرفتها.
ولفت إلى أنه خلال الفترة الماضية، أقرت الوزارة كتاب القدس؛ المخصص لمدينة القدس المحتلة من الناحية الدينية، والتاريخية، والجغرافية، وما تتعرض له من تهويد واستيطان، ووزع الكتاب على الجامعات لتدريسه فيها كمتطلب جامعي.
وبين ثابت أن تنظيم المسابقات من أكثر الأمور التي تهتم بها الوزارة خاصة تلك المتعلقة بقضايا القدس، والأسرى، والتعريف بالوطن الفلسطيني وغيرها من المواضيع التي تزيد من ارتباط الطالب بوطنه.
وأكد أن القضايا المحورية والطارئة التي تحصل من وقت لآخر على مستوى فلسطين يتم التفاعل معها من خلال الأنشطة والمواد الإثرائية، لافتًا إلى أنه عند الحاجة لتطوير المنهاج الفلسطيني فإنها تُؤخذ بعين الاعتبار لوضعها ضمن المنهاج الجديد.
وشدد ثابت على أن التفاعل مع "صفقة القرن" وغيرها من القضايا المتعلقة بفلسطين سيتم تداولها مع بدء العام الدراسي المقبل، وسيتم تجهيز العديد من الفعاليات والأنشطة من أجل أن تبقى هذه القضية في أذهان الطلبة.