رضخت السلطة الفلسطينية لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية وأفرجت أمس، عن رجل الأعمال الفلسطيني صالح أبو ميالة من الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة بعد 24 ساعة على توقيفة على خلفية المشاركة في مؤتمر البحرين.
ويأتي قرار السلطة بإطلاق سراح "أبو ميالة"، بعد طلب أرسلته السفارة الأمريكية حمل صيغة التهديد، وفقًا لصحيفة معاريف.
وعلّق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو متهكمًا: "خلال الأيام الأخيرة السلطة الفلسطينية اعتقلت رجل أعمال فلسطينيا ثم أفرجت عنه بعد أن رضخت لضغوط أمريكية, ومع ذلك إنها اعتقلته والجريمة الوحيدة التي ارتكبها كانت مشاركته في مؤتمر اقتصادي يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الفلسطيني".
أما المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، فقد أبدى ارتياحه لتجاوب السلطة الفلسطينية مع طلب أمريكي بالإفراج عنه.
وقال "غرينبلات" أمس، في تغريدة له عبر توتير: يسعدنا أن السلطة الفلسطينية أطلقت سراح الفلسطيني الذي ألقي القبض عليه بعد حضور مؤتمر "السلام من أجل الازدهار".
وزاد: "نتطلع إلى مواصلة حديثنا مع كل من حضر ورشة العمل في البحرين، وأي شخص آخر، يريد مستقبلاً أفضل للفلسطينيين".
و"أبو ميالة"، هو أحد أبرز رجال الأعمال في مدينة الخليل، شارك في مؤتمر البحرين الذي قاطعه الفلسطينيون.
واستضافت المنامة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين "مؤتمر السلام من أجل الازدهار"، الشق الاقتصادي لـ "صفقة القرن"، بحضور جاريد كوشنر الذي يعد "عراب المؤتمر" ومسؤولين ورجال أعمال.
في المقابل، قال النائب في المجلس التشريعي يونس أبو دقة: "إن سلطة رام الله تتساوق مع مؤتمر البحرين بإفراجها عن أحد المشاركين فيه".
وعدّ أبو دقة خلال تصريحات صحفية إفراج السلطة بضغط أمريكي عن أحد المشاركين في مؤتمر البحرين "تناقضاً مع ادعاءاتها رفض صفقة القرن".
وقال: "رغم صدور ادعاء السلطة علنًا مقاطعتها لمؤتمر البحرين الاقتصادي، إلا أنها تحمي المشاركين في المؤتمر وتفرج عنهم".
ودعا أبو دقة لتجريم كل المشاركين في مؤتمر البحرين باعتبار المشاركة فيه جريمة تمس الأمن القومي الفلسطيني، مطالبًا بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية على قاعدة حماية الحقوق والثوابت الفلسطينية لمواجهة المؤامرات التعسفية الظالمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي السياق، استهجنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تصريحات "غرينبلات" وترحيبه بإطلاق السلطة الفلسطينية سراح "أبو ميالة".
وقالت الديمقراطية في بيان وصل "فلسطين" نسخة عنه أمس: "غرينبلات انحاز لصالح "أبو ميالة" وتجاهل آلاف الأسرى والأسيرات، المعتقلين في سجون الاحتلال، بينهم أطفال، ومرضى".
ورأت أن هذه سياسة أمريكية فاقعة في عدائها لشعبنا ولحقه في الحرية، وموقف يكشف حقيقة ما تضمره الإدارة الأميركية لشعبنا ولمستقبله.
سخط فلسطيني
وقوبل إفراج السلطة عن "أبو ميالة" بسخط شعبي من نشطاء فلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي.
الناشط السياسي ياسين عز الدين علّق: "العميل صالح أبو ميالة أفرجت عنه السلطة بعد مكالمة تهديد من السفارة الأمريكية، أما الأسيرة آلاء بشير فما زالت في سجون السلطة منذ أكثر من 50 يوما، ولا أحد تحرك من أجل قضيتها".
وذيّل عز الدين تغريدته: "حتى نعلم لصالح من تعمل هذه السلطة ولنعلم كم هم منافقون مجتمعنا وأحزابنا السياسية".
فيما كتب الصحفي أيمن دلول: "السلطة الفلسطينية تُفرج عن رجل الأعمال (الفلسطيني) صالح أبو ميالة، الذي اعتقل بعد مشاركته في مؤتمر البحرين، والمهم أنه أطلق سراحه بعد رسالة تهديد من الولايات المتحدة".
ثم تساءل دلول متعجبًا: "هل من المعقول أن تصل رسالة تهديد للسلطة لمواصلة اختطافها آلاء بشير المضربة عن الطعام في سجون العار الفلسطينية؟!"
أما الناشط احمد جرار فقد تساءل عن الفائدة المرجوة من إفراج السلطة عن المتهمين بتسريب عقارات القدس أو العمالة أو المشاركة في مؤتمر البحرين.
وكتب جرار في صفحته: "شو فائدة الاعتقال إذا السلطة بتفرج عن المتهمين بالتسريب او العمالة والمشاركة بمؤتمر البحرين بعد اقل من ٢٤ ساعة على اعتقالهم؟".
وتابع: "صالح أبو ميالة وعصام عقل مثلاً أفرج عنهما بعد طلب أمريكي والقول نعم للأمريكان".
"عار جديد"
فيما وصف الناشط عز الدين أحمد، إفراج السلطة عن "أبو ميالة" بعد الطلب الأمريكي بـ "العار"، معلقًا: "هذه سلطة أعجز من أن تواجه ما يسمى صفقة القرن".
وقال أحمد: "إن صح أن إفراج السلطة الفلسطينية عن رجل الأعمال صالح أبو ميالة المشارك في ورشة البحرين جاء بضغط أمريكي، فهذا عار جديد يضاف إلى سجل السلطة التي لا تستقوي إلا على شعبها في الضفة وغزة، ولا ننسى أنها أفرجت عن سمسار الأراضي عصام عقل بذات الطريقة، فهذه سلطة أعجز من أن تواجه ما يسمى صفقة القرن".
أما الناشط عز الدين عيّاد، فقد علّق ساخرًا: "صالح أبو ميالة، أحد المشاركين بمؤتمر البحرين، حبسوه الإخوة بالحكومة في الضفة، واليوم طلع، طيب ليه طلعته؟!، ولا هو عشان تبع امريكا خلاص نطلعه ملناش دعوة".