أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. موسى أبو مرزوق أن كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل الذريع، مشددا على أنه لا "تنازل عن الأرض الفلسطينية، ولا بديل عن حق العودة والمقاومة لاسترداد الحقوق.
وأوضح أبو مرزوق في حوار مع موقع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن صفقة القرن وُجدت كتسويق لأفكار إسرائيلية على أنها مقترحات أمريكية جديدة، قائلاً: "صفقة القرن جاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وليس لإيجاد حل عادل لها، إضافة إلى سعي الولايات المتحدة لدمج الكيان الصهيوني مع مكونات الإقليم".
وبيّن أن صفقة القرن ترتكز على محورين: أحدهما سياسي، والآخر اقتصادي، ويهدف المحور السياسي إلى إنهاء الملفات الأساسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية كما حدث مع القدس، واللاجئين، والاستيطان. في المقابل يهدف المحور الاقتصادي إلى استخدام المال كعصا وجزرة في آن واحد، ومحاولة خلق حل هجين للدولة الفلسطينية ككيان أقل من حكم ذاتي منزوع السيادة على مجموعة من الكنتونات الفلسطينية.
وأشار إلى أن ذلك سيتم في إطار تطبيع عربي إسرائيلي والمزيد من العداء لإيران، وتحميل الحكومات في بلاد اللجوء أعباء اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف: "يأتي مؤتمر المنامة الاقتصادي بعد مؤتمر وارسو الأمني، وتوظف إدارة الرئيس ترامب الهيمنة الأمريكية لفرض وقائع على الأرض تستبق طرح الخطة الأمريكية لتسهيل فرضها رغبة منها في الوصول إلى وأد كامل حقوق الشعب الفلسطيني".
وأكد القيادي في حركة حماس أنه لن يكتب للخطة النجاح ما دام الموقف الفلسطيني موحدا وثابتا ومسنودا بالرأي العام العربي والإسلامي، قائلاً: "الخطة الاقتصادية هزيلة أصلًا وفرقعة في الهواء، وليست حقيقة على أرض الواقع لتغيّر الواقع الفلسطيني، وحتى وإن غيّرت الواقع فقضيتنا سياسية وليست اقتصادية، وليست عمارات نبنيها ولا شوارع نشيدها ولا مصانع ننشئها، وإنما شعب يجب أن يعود وأرض لا بد لها من التحرير، وأخيرًا هذا المؤتمر الحاضر فيه غائب والغائب رافض للإجراءات الأمريكية".
وأشار إلى أن الوضع الفلسطيني يمر في مأزق شديد، في ظل استمرار مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، مؤكداً ضرورة أن يواجه الفلسطينيون كل استحقاقات المرحلة بالوحدة الوطنية والشراكة الوطنية.
وأضاف: "يجب أن نرمي بعيدًا كل الضغوطات الخارجية التي تقع على الشعب الفلسطيني أو السلطة في رام الله، حتى نستطيع التوحد، بمعنى أننا كلنا شركاء في المستقبل وفي الحاضر وفي الواقع السياسي ومن يحدد لهذه الشراكة قدرها ووزنها، هو الشعب الفلسطيني نفسه".
ودعا أبو مرزوق إلى ضرورة الكفاح الجماعي للوصول والحفاظ على الوحدة الوطنية، وأن "تكون منظمة التحرير الفلسطينية الإطار الجامع للكل الوطني بلا استثناء، وأن تنهي مشروع أوسلو الذي دمّر مستقبلنا وأنهك قوانا وفرّق وحدتنا".
المصالحة وكسر الحصار
وعن المصالحة الفلسطينية، أكد أبو مرزوق أن الموقف السياسي العام لحركة فتح رفض أي لقاء مع حماس حتى تنصاع لتنفيذ ما تطلبه فتح من تطبيق جزئي للاتفاقيات الموقعة مركزة فقط على تفاهم 2017.
وأشار إلى أنه ومنذ فترة طويلة لم تلتقِ حركتا حماس وفتح بقرار من فتح، وقال: "يجب ألا تكون هنالك قطيعة بين الفلسطينيين ولا بأي حال من الأحوال، ولا يجوز أن يكون عائق اللقاء بين القوى الوطنية موجودا في أي حال من الأحوال، وما تراه فتح باختصار هو تسليم كل شيء في قطاع غزة كأنه لا يوجد في الساحة الفلسطينية طرف سوى فتح، ونحن نقول إن السلطة الفلسطينية والحكومة القادمة يجب أن يشارك فيهما الجميع ويتشارك في مسؤوليتهما الجميع".
وبخصوص تفاهمات كسر الحصار مع الاحتلال، قال أبو مرزوق: "نعلم أن (إسرائيل) لم تلتزم بأي اتفاق وقّعته مع الفلسطينيين على الإطلاق وخصوصا في حروب 2008 و2012 و2014 وحتى اللحظة لا يوجد أي اتفاق التزم به الاحتلال، وأعتقد أن هذا هو ديدنهم".
صفقة تبادل الأسرى
وحول صفقة تبادل الأسرى، أوضح أبو مرزوق في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن هنالك محاولات للوساطة من عدة أطراف، مشيراً إلى أن الدول هي "ألمانيا وبريطانيا ومصر وقطر".
وقال: "هنالك الكثير من الحديث حول هذا الملف لكن لا يوجد أي تقدم منذ عام ونصف، ونحن لا نمانع فتح هذا الملف لأننا نستعجل الإفراج عن أسرانا"، مؤكداً أن المشكلة لدى الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتقل عددا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" على عكس ما جرى عليه الاتفاق.
وشدد أبو مرزوق أنه لابد من تغيير في هذه السياسة حتى لا يخرج الأسرى ويعودوا إلى السجن مرّة أخرى.