تتزايد احتمالات تبدد حلم اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948م، وإقامة دولتهم المستقلة، مع استمرار عقد المؤتمرات وطرح الخطط التصفوية للقضية الفلسطينية، لكن الفلسطيني يقف شامخًا أمام محاولات التصفية، مؤكدًا أن كل "الصفقات المشبوهة" لن تمر، ولن تُسقط حقوقه.
ومع أن "مؤتمر البحرين" الأمريكي الذي عُقد يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في المنامة، بمشاركة عربية "خجولة"، لم يتطرق إلى الجانب السياسي من "صفقة القرن"، وكان ممهِّدًا اقتصاديًّا لها؛ ما طُرح فيه لا يعدو عن كونه سحبًا لبساط الحقوق الفلسطينية وتصفية القضية بمجملها بثمنٍ بخس.
وقال المواطن المقدسي ناصر هدمي لصحيفة "فلسطين": "مع إعلان القدس "عاصمة" للاحتلال الإسرائيلي، وعمليات التهويد وبناء المستوطنات في المدينة المحتلة، يواجه المقدسيون "صفقة القرن" وملحقاتها بالصمود على الأرض والحفاظ على المقدسات، على الرغم من حالة الإحباط العامة من الموقف العربي".
في حين رأى المقدسي عزام النتشة في حديث لـ"فلسطين" أن بنود "صفقة القرن" و"مؤتمر البحرين" تستدعي موقفًا عربيًّا جادًّا، ولم يخفِ شعوره بـ"خيبة أمل عارمة من كل الشعارات التي تدّعي نصرة القدس".
وقال اللاجئ سمير الصوص: "يعقد مؤتمر البحرين بمشاركة الاحتلال، والفلسطينيون محاصرون بجدار الفصل العنصري، وأراضيهم تُسرق وتُنهب وتُهوّد أمام أعينهم، ولا نصير لهم من الدول العربية المشارِكة بالمؤتمر"، في حين قال اللاجئ نبيل ولويل: "أنا وأولادي نمتلك بطاقة لاجئ، فهذه البطاقة نتوارثها أبًا عن جد، وهي دليل ظلم مستمر وقع علينا منذ 71 عامًا".
وأضاف ولويل: "أنا لاجئ فلسطيني، وأبلغ من العمر 76 عامًا، وما زالت صفة اللجوء تلازمني منذ ولادتي، فهذا المشهد لا يتكرر في العالم، فكلٌّ يعود إلى وطنه إلا أهل فلسطين، يزداد عدد اللاجئين منهم، وهم مبعدون قسرًا عن أرضهم"، مؤكدًا أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم وحقوقهم، ولن تستطيع المؤتمرات شطب حقوقهم المشروعة دوليًّا ووطنيًّا.
ولا يختلف الحال كثيرًا لدى اللاجئ محمود جعيدي، الذي قال: "أنا عشت اللجوء مع عائلتي مرات عدة، الأولى إبان النكبة عام 1948م، والثانية بعد النكسة 1967م، وصادر الاحتلال أراضينا"، مضيفًا: "ضياع أرضنا مرتين جعلنا نعاني اللجوء بكل تفاصيله المؤلمة، ولم يبقَ لنا إلا المنزل الذي نعيش فيه".
وأكد جعيدي أنه "لا صفقة ولا مؤتمر يمكنهما شطب حقوق الفلسطينيين في أرضهم ومقدساتهم".
رشوة الأردن
وفي الأردن قال خليل عطية -وهو نائب بارز من أصل فلسطيني-: "لا بأس بمشاريع لتشغيل اليد العاملة، ولكن ليس على حساب التوطين وقبول الوضع الراهن، وتهجير الشعب الفلسطيني وإلغاء حق العودة، هذا مرفوض؛ فحق العودة مقدس لا يمكن التنازل عنه".
أما اللاجئ عمر العيدي (43 عامًا) فإن منزله رمز إلى حلمه بأن يعود يومًا ما إلى منزل عائلته.
والعيدي بائع خضراوات، وواحد من نحو مليوني لاجئ فلسطيني يعيشون في الأردن، وينتمي إلى الجيل الثاني الذي ترجع أصوله إلى قرية قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.
وقال: "المخيم يذكرني بفلسطين، أراها في أزقته وروائحه، ما زلت أحلم بالعودة".
والمخيم كما يراه اللاجئ عبد الله النجار (56 عامًا): "إذا تفكك فستختفي قضية فلسطين، فهو رمز للاجئين يطالبون بحقوقهم والعودة إلى أراضيهم المحتلة"، وأضاف النجار: "إن كل محاولات سحق المخيمات والتوطين لن تفلح في سرقة وطننا وإبعادنا عنه".