أكد الناشط في مجال مناهضة الجدار والاستيطان راتب الجبور، أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول الأغوار تشير إلى نية الاحتلال تصعيد الاستيطان في تلك المنطقة تزامنا مع البدء بتنفيذ صفقة القرن، سعيا لضمها إلى (إسرائيل) كما حدث مع الجولان السوري.
وذكر في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يسعى بشكل حثيث لتوسيع رقعة الاستيطان في الأغوار وضم أراض جديدة له من أجلتدمير أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية، وجعل ذلك أمراً مستحيلاً.
وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن السيطرة الأمنية على المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن "ستكون لنا دائمًا".
جاء ذلك في كلمة له، أمس، خلال مراسم تخرج فوج جديد من طياري سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال، أقيمت في قاعدة "حتسيريم" الجوية، وفق صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.
وأضاف نتنياهو: "لن نفرط بأمننا، ولن نسلّم السيطرة في تلك المنطقة إلى جهة أجنبية"، على حد قوله.
بدوره، أكد الجبور أن منطقة الأغوار منطقة محتلة بحسب القانون الدولي الإنساني، حيث لا يحق للاحتلال أن يقوم بضمها أو حتى الاستيلاء على مواردها الطبيعية ومقدراتها الاقتصادية بأي شكل من الأشكال.
وذكر أن أحد أسوأ أشكال الممارسات العدوانية بحق سكان الاغوار يتمثل في إجراء تدريبات عسكرية بشكل متكرر حيث يمتد بعضها لفترات طويلة، بهدف التضييق على المواطنين البدو الفلسطينيين القاطنين في المنطقة.
وأشار الجبور إلى أن الاحتلال يتعمد توسيع رقعة الاستيطان في الاغوار الفلسطينية، كونها منطقة حدودية وتشكل نحو ثلث مساحة الضفة الغربية، لافتا الى أن النشطاء وثقوا انتهاكات كارثية في الاغوار من حفر وتغيير معالم وعمليات طالت منازل ومنشآت مقامة منذ أعوام طويلة.
وأضاف: "بشكل يومي يقوم الاحتلال بالتضييق على المواطنين مثل حجز السيارات والجرارات الزراعية وتغريم المزارعين غرامات مالية باهظة، اضافةً لتخريب محاصيلهم الزراعية بحجة التدريبات العسكرية وتهجير المواطنين من منازلهم، وتدمير خطوط المياه وغير ذلك من الممارسات القمعية".
وبيّن الجبور أن منطقة الأغوار غنية بالمياه والثروات المعدنية وتعد سلة غذاء الفلسطينيين وتشهد عمليات استيلاء متواصلة من قبل الاحتلال على أراضي الفلسطينيين بهدف إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية عليها، وتحويل مساحات واسعة منها إلى مناطق مغلقة يمنع الفلسطينيون من الدخول أو الاقتراب إليها.
وأوضح أنه بهذه المخططات الاستيطانية فإنه لم يعد كافيا إصدار بيانات إدانة واستنكار لما يحدث في الأغوار، منوها الى أنها لا تشكل أي رادع لسلطات الاحتلال يجبرها على وقف إجراءاتها وتدابيرها القمعية والتعسفية.
ونوه الجبور الى أن الاعتداء على المواطنين في الأغوار يسير وفق خطة تبادلية بين حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة وبين قطعان المستوطنين المسلحين، بهدف تكريس الاحتلال، وابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية وقضمها تدريجيا، وتهجير المواطنين الفلسطينيين منها.
وأوضح أن الاحتلال يمنح حوافز وتسهيلات للمستوطنين ليستوطنوا بالأغوار ويوسعوا مستوطناتهم القائمة وينشئوا أخرى جديدة، بينما وفي المقابل تجري عمليات ملاحقة وتضييق على المزارعين الفلسطينيين وتخريب لمحاصيلهم الزراعية وخاصة في مناطق بردلة وعين البيضا والمالح والعقبة وغيرها.
وأكد أن مخططات الاستيطان والتهويد التي ينفذها الاحتلال في منطقة الأغوار، ما كانت لتحدث لولا الدعم الغربي والأمريكي للاحتلال، داعيا المنظمات الدولية والحقوقية للتدخل العاجل لوقف حرب التهويد وجرائم الاستيطان التي يمارسها الاحتلال في الأغوار.
وبيَّن أنه يتوجب على الفلسطينيين مقاومة هذا السلوك الاستعماري للاحتلال بكافة الأشكال، وفضح تلك المخططات، مشيراً إلى أن هذا الامر يتطلب جهودا متكاملة من السلطة والفصائل والقوى الشعبية والأهلية.