قائمة الموقع

​الاصطياف الآمن على شاطئ غزة مشروط بخط كهربائي لمحطات معالجة الصرف الصحي

2019-06-28T13:00:00+03:00
البلدية تعمل جاهدة من أجل حماية بحر غزة

يأمل محمد راضي أن تنتهي مشكلة تلوث مياه البحر خلال هذا الصيف لينعم بسباحة آمنة، بعيدًا عن إصابة أبنائه بأي أمرض بسبب تلوث مياه البحر بمياه الصرف الصحي غير المعالجة.

ولم تنعم عائلة راضي، المكونة من سبعة أفراد، بالسباحة في مياه البحر طوال السنوات الخمس الماضية، نظرًا لتلوثها، خشية أن يصاب أطفالها بأمراض بسبب ضخ المياه الملوثة إلى البحر.

ويكتفي راضي -وفق ما قاله لصحيفة "فلسطين"- بالجلوس على شاطئ البحر، وترك أطفاله يلعبون بجواره دون أن تصل إليهم مياه البحر الملوثة، لاسيما أن الأعوام الماضية شهدت إصابة الكثير من الأطفال بنزلات معوية بسبب نزولهم مياه البحر.

مياه نظيفة

ولا يختلف الحال كثيرًا لدى محمد حسين، الذي حرم السباحة في بحر غزة، منذ ما يزيد على سبعة أعوام، بسبب تلوث مياه البحر.

ويخشى حسين -وفق ما قاله لصحيفة "فلسطين"- السباحة في بحر غزة، فهي غير آمنة بسبب ضخ كميات كبيرة من المياه غير معالجة إلى البحر، ما دفعه للتوجه إلى المسابح المائية للسباحة في مياه نظيفة وغير ملوثة.

ويأمل حسين الاهتمام ببحر غزة، المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة، المحاصر منذ 13 عامًا على التوالي، ومراقبة الشاطئ، وإيجاد حل للمشكلة.

من جهته يشير أحمد العطار إلى أنه توقف عن الذهاب إلى شاطئ البحر والسباحة فيه، ويكتفي بالجلوس على "الكورنيش" بسبب التلوث الشديد لمياه البحر.

ويبين العطار لصحيفة "فلسطين" أن بحر القطاع بات خطرًا على الغزيين، بعد أن كان متنفسهم الوحيد، وأخذوا يبحثون عن أماكن جديدة رغم تكلفتها المرتفعة، بعد أن كانت الرحلة على شاطئ البحر لا تكلف شيئًا، فبعد تلوث الشاطئ اضطرت بعض العائلات إلى الذهاب إلى المسابح المائية الخاصة للاستجمام بمياه نظيفة وغير ملوثة.

وبحر قطاع غزة هو المتنفس الوحيد لنحو مليوني مواطن يعيشون في القطاع، مع استمرار الحصار الإسرائيلي، وانقطاع التيار الكهربائي عن البيوت ساعات طويلة.

اصطياف آمن

بدوره قال المدير العام للمياه والصرف الصحي في بلدية غزة رمزي أهل: "إن البلدية تعمل جاهدة من أجل حماية بحر غزة، والتخلص من أي ملوثات فيه، واستقبال المصطافين بمتنفسهم الوحيد".

وبين أهل لصحيفة "فلسطين" أن بلدية غزة بالتعاون مع شركة الكهرباء تعمل على مد خط كهربائي دائم إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي على شاطئ بحر بغزة، بتنفيذ من شركة الكهرباء.

وذكر أن الشركة استجابت لمطالب البلدية، وشرعت في مد خط ضغط عالٍ من الكهرباء على طول شارع رقم 10 وشارع الرشيد، لتزويد محطات الصرف الصحي على البحر بكهرباء دائمة.

وأشار أهل إلى أن العمل بالمشروع بدأ منذ نحو أسبوعين، متوقعًا الانتهاء منه مع بداية الشهر المقبل، وبداية موسم الصيف، متمنيًا أن يصبح شاطئ البحر مناسبًا للاصطياف وآمنًا للمواطنين.

وأوضح أن شاطئ بحر غزة سيكون خلال هذا الصيف شبه خال من المياه العادمة والملوثة التي تضخ من محطات معالجة الصرف الصحي، في حال توافر التيار الكهربائي على مدار الساعة لمحطات ضخ مياه الصرف الصحي، مضيفًا: "إن انقطاع الكهرباء وعدم توافر الوقود اللازم لتشغيل المضخات سيضطرنا إلى تصريف مياه الصرف الصحي دون معالجة للبحر".

أسباب التلوث

من جهته توقع المدير العام لحماية البيئة في سلطة جودة البيئة بهاء الأغا أن تنتهي مشكلة تلوث مياه البحر، بعد الانتهاء من مشروع تمديد خط كهربائي لتغذية محطات معالجة مياه الصرف الصحي، التي تضخ مياهها غير المعالجة تجاه شاطئ البحر حال عدم توافر مصدر للطاقة.

وقال الأغا لصحيفة "فسطين": "إن المشروع سيحد بدرجة كبيرة جدًّا من تلوث مياه البحر، وسيوقف تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر، وستقتصر العملية على تصريف المياه المعالجة بنسبة كبيرة إلى البحر".

وأضاف: "إن نسبة تلوث مياه البحر ستنخفض بدرجة كبيرة جدًّا، بعد تنفيذ مشروع ربط محطات الصرف الصحي بخط كهربائي دائم".

وبين المدير العام لحماية البيئة أن أسباب تلوث مياه البحر تعود إلى تصريف بعض البلديات مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر، بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وعدم قدرتها على توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الضخ.

وذكر أن سلطته تمارس دورًا رقابيًّا على البيئة في قطاع غزة، وتخاطب كل الجهات المتسببة في حدوث التلوث، وتحثها على تصويب أوضاعها وعلاج مشكلاتها.

وحث الأغا المصطافين على تجنب السباحة قرب مصبات مياه الصرف الصحي بسبب تلوث مياه البحر، واتباع التعليمات الإرشادية، والابتعاد عن المناطق الملوثة.

ويعاني سكان قطاع غزة أزمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، عقب قصف طائرات الاحتلال محطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006م، وينقطع التيار الكهربائي يوميًّا ثماني ساعات مقابل ثماني ساعات وصل في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترًا مربعة، بتعداد سكاني يزيد على مليوني مواطن.

اخبار ذات صلة