قائمة الموقع

​صفقة القرن وصفة شيطانية لتصفية القضية الفلسطينية

2019-06-24T18:22:37+03:00

تتسارع الجهود والخطوات التي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب من أجل وضع حد نهائي لما يسمى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بالتطبيق العملي لصفقة القرن، وما ورشة البحرين التي ستعقد اليوم وغدًا إلا جزء من هذه الخطوات المتسارعة، وبتقديري سيحاول أصحاب المال والقرار في العالم إنهاء الحق الفلسطيني بعدة خطوات متتالية ومتزامنة، في مقدمتها تصفية مشكلة اللاجئين، وتوطينهم في بلدان اللجوء، ودفع الأموال المطلوبة لذلك.

وكذلك ضم القدس بأكملها إلى دولة الكيان، وأيضًا ضم أجزاء كبيرة من الضفة إلى دولة الكيان، وإلحاق سكانها للخضوع للسيادة الإسرائيلية، أو القبول بحكم ذاتي يقوده شخصيات مرتبطة مصالحها مع الاحتلال على غرار روابط القرى العميلة، إضافة إلى انهاء كل مكونات اتفاق أوسلو، ومن ذلك إلغاء السلطة الفلسطينية وأي أجسام إدارية تتبعها وتشكيل إدارة بديلة للفلسطينيين.

ولعل الأخطر من ذلك كله أن صفقة القرن التي ستحظى بدعم وتمويل عربي سيكون من ضمنها العمل على تصفية سلاح المقاومة، وإنهاء أي وجود للفصائل المسلحة للمقاومة، لأنه بنظرهم لم يعد أي مسوغ لوجودها على أساس أن الصراع قد انتهى.

وبتقديري ستفتت صفقة القرن تجمعات الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والقطاع، وستحولها إلى تجمعات منعزلة لا يربطها أي رابط جغرافي أو إداري أو سياسي، بمعنى آخر تفتيت المفتت وتقطيع المقطع أصلًا.

ويمكن القول إن صفقة القرن ستكون جسر العبور الذي ستستخدمه دولة الكيان للتغلغل إلى العواصم العربية من محيطها إلى خليجها، من أوسع أبوابها باسم التطبيع، على أساس أن الصراع العربي الإسرائيلي انتهى ولا مسوغ للقطيعة والاستمرار في التعامل مع دولة الكيان على أنها عدو.

فهل سينجح المال العربي والضغط الأمريكي في تحقيق ما فشلت به الحروب والضربات العسكرية والخطط والمؤامرات على مدار 70 عامًا من الصراع؟

الجواب بيدنا نحن أصحاب الحق، وباعتقادي أن شعبنا يمتلك من الإرادة ما يفشل كل الرهانات على النيل من حقوقه، لذلك هي رسالة للقادة الفلسطينيين أن القادم خطير، وأن عليكم نبذ الخلافات، لأن قوتنا في وحدتنا وضعفنا في تفرقنا، ولا يعقل أن نواجه الضغوط الأمريكية والمدعومة عربيًّا ونحن منقسمون على أنفسنا؛ فهل نحن فاعلون؟
اخبار ذات صلة