قائمة الموقع

في معاملة المذنب.. هل نحسن له أم ننصب أنفسنا قضاة عليه؟

2019-06-21T17:30:32+03:00

يقع كثير منا في أخطاء لا حصر لها، لكن في المقابل يقع كثيرون في أخطاء جمة خلال تعاملهم مع من هو مخطئ أو ارتكب ذنبًا، فكيف يمكن أن نتعامل مع هذه الفئة؟، هل نحسن للمذنبين أم ننصب أنفسنا قضاة عليهم؟

قال رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "يقال إننا كالقمر لنا جانب مظلم، لذلك لا يوجد إنسان إلا ويمر بأوقات صراع مع نفسه أو مع الآخرين، ويتخلل هذه المدة الكثير من الإساءة وردات الفعل السلبية".

وأضاف أبو ركاب لـ"فلسطين": "إذا قرر شخص ما مقابلة الإساءة بالإساءة فإن ردات الفعل ستزيد، وسيصبح أكثر عدوانية وأكثر شراسة، وإذا تفهمنا بعض سلوكياته وحاولنا جاهدين أن نخفف من أسبابها؛ فسنجد ذلك الشخص مطيعًا ولا يمثل خطرًا على نفسه ولا على الآخرين".

وأوضح أنه يجب أن يتفهم الشخص سبب الإساءة قبل أن يبدي أي فكرة، لأن لكل شخص ردة فعل، متابعًا: "وأنا مختصًّا أكاد أجزم أن لكل سلوك سيئ يقوم به أي شخص سببًا ومسببًا، فلو أبطلنا المسبب لعاد الشخص إلى طبيعته، ولا يصبح الإنسان عدوانيًّا إلا إذا وقع عليه عدوان، والإنسان لا يصبح عصبيًّا إلا إذا نشأ في بيئة مثيرة للأعصاب، والإنسان لا يصبح لسانه سليطًا على الآخرين إلا لأنه قُهِر مدة طويلة، والإنسان لا يسرق أو يكذب أو يعتدي على ممتلكات الآخرين إلا لأن البيئة التي عاش فيها هي التي شجعته على ذلك".

وبين أن المذنب لا يستشعر فكرة الرجوع عن الذنب عندما يوصم بذنب معين ويناديه الآخرون به؛ مثل: "يا حرامي" أو "يا كذاب"، وما شابه ذلك، فإن هذه الوصمة تؤثر في نفسه، لذلك يقول هذا الشخص في نفسه: "لما كانت الناس قد وصمتني بهذا السلوك؛ فإنه من المسوغ الاستمرار فيه"، ولا يقف الأمر عند ذلك، بل يتعداه إلى سلوكيات أخرى شائنة، لأن غياب الإحساس بالجرم هو أخطر من الجرم أو الذنب نفسه.

ولفت إلى أنه فيما يخص أهل الشخص المذنب إن وجود شخص مسيئ بالعائلة يجعلهم يزيدون من الضغط عليه، إرضاء للمجتمع، ما يزيد الأمر تعقيدًا، وفي آخر المطاف وقد كثرت مشاكل ابنهم يلجؤون إلى أن يتبرؤوا منه، فتصبح الذنوب البسيطة جرائم، وكل ذلك بسبب عدم القدرة على التعامل مع هذا الشخص واحتوائه.

وتابع أبو ركاب حديثه: "فكل شخص مهما بلغ من الفساد والتجبر فلديه بذرة صالحة، فإذا ما عرفت جوانب الصلاح عنده، ونميت؛ فإن ذلك هو العلاج الناجع له، والأمر الآخر أنه كلما تعاملنا مبكرًا مع الشخص المذنب كان ذلك أسرع في احتوائه، ومعرفة السبب الذي جعل هذا الشخص المسيء يسيء يجعل من السهل وضع علاج ناجع له".

ونبه إلى أن تذكير المذنب بحسناته وفضائله من أكثر الأشياء التي تستثير الخير فيه، والعكس صحيح، داعيًا إلى الابتعاد عن تنصيب أنفسنا قضاة عليه، فكل شخص عرضة لارتكاب الأخطاء.

اخبار ذات صلة