قائمة الموقع

البقاء بالمنزل.. الكذب والخداع مُسَبِّبان والنتيجة أمراض نفسيّة وصحيّة

2019-06-21T14:28:38+03:00

كثيرون من يفضلون البقاء في المنزل وعدم الخروج منه سواء في حال توفر ما يشغل وقته فيه من عدمه، إذ يعد ذلك إلى جانب قلة الحركة سببا رئيسا لسوء المزاج والإصابة بالأمراض النفسية والعقلية والجسدية، فالعلماء يرون أن الإنسان كي يضمن سلامته الصحية يحتاج للخروج من المنزل بشكل دوري إما مع الأصدقاء أو فقط لوحده في نزهة قصيرة.

وقالت الاختصاصية النفسية د. نرمين اسبيتان: إن "عدم الخروج من المنزل من أهم الأمور التي يجب الابتعاد عنها، نظرًا لمساوئه الكثيرة، فالجلوس في البيت والعزلة فيه وعدم الخروج إلا للأمور الضرورية كمراجعة الطبيب أو شراء بعض احتياجات المنزل، يؤدي إلى بعض التطورات الجسدية والنفسية السيئة والتي ستؤثر سلبًا على حياة الأفراد الذين يتخذون من البيوت أماكن للتقوقع والعزلة".

وأضافت أنهم يحرمون أنفسهم من مباهج الحياة، وقد تبدأ تلك العزلة بإظهار المشاكل البيولوجية وتتبعها بعض العواقب النفسية التي تقلب حياة الفرد رأسًا على عقب، لذلك علينا البدء بمعالجة تلك الظواهر قبل تفاقمها.

وأرجعت د. اسبيتان أسباب تفضيل البعض أن يبقي وحيدًا، شعوره بأن كثيرين من يتلاعبون بمشاعره وخداعه باسم الحب، أو الصداقة أو المعرفة، فيكتشف الطرف الآخر مدى الكذب والخداع الذي كان يوهمه به، فينسحب من حياته، فيخسر بذلك الكثير من العلاقات.

وأوضحت أن الخجل يحرم الشخص من التمتع بعلاقته مع الآخرين، ويقيده ويضعف من ثقته بنفسه، ويجعله بعيدًا، ويعيش منعزلاً عن الناس، واستمرار الشخص في التعلق بحب شخص سابق قرر الابتعاد عنه أو الخروج من حياته لأي سبب من الأسباب، ما يجعله يعيش في ذكرياته وحبه، ولا يعطي مساحة وفرصة لشخص آخر يحل مكانه ويعوضه الفراغ الذي تركه حبه القديم.

وأشارت د. اسبيتان إلى أن هناك من يعتقد أن الارتباط والزواج يسلب منهم الحرية، ويجعلهم مقيدين بشخص آخر، ومسؤولين عن أشخاص آخرين، بالإضافة إلى رفض الالتزامات وتجنبها والابتعاد عنها، ففكرة الالتزام ببيت وزوجة وأطفال يشكل شبحًا يرعب بعض الرجال.

وتابعت حديثها: "الثقة الزائدة في النفس تجبر الطرف الآخر على كراهيتك والابتعاد عنك، والكثير يطلق على الثقة الزائدة غرورا، والاعتقاد الخاطئ بأن الارتباط والالتزام يحتاج إلى كثير من الأموال، ما يعرقل فكرة الزواج ويجعل الوحدة مفضلة، فالبعض يهتم بوظيفته وجني الأموال، والخروج مع الأصدقاء، ويرى الزواج والزوجة والاهتمام بالبيت آخر الأشياء".

أما عن أضرار عدم الخروج من المنزل، بينت اسبيتان أن ذلك يتسبب بالعزلة وعدم الخروج من البيت يعمل على زيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب، حيث إن الذين يصرون على عدم مغادرة البيت يصابون بحالات تدني الحالة المزاجية، ويصبحون كأفراد لا يؤثرون في محيطهم، كما أن العزلة تقلل من الثقة والاعتزاز بالنفس، ويدخل صاحبها في موجة الشعور باليأس.

ونبهت د. اسبيتان إلى أن البقاء في المنزل يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر وهذا يعمل على انخفاض التفاعل الاجتماعي، فيما يعمل القيام ببعض الأنشطة التحفيزية على زيادة عمل خلايا الدماغ، والخروج من المنزل يساعد في رفع مستوى التفاعل الاجتماعي.

وأوضح أن من الأمراض المصاحبة للعزلة في المنزل، والاعتياد على الجلوس له أضرار صحية كثيرة منها زيادة الوزن وذلك بسبب عدم القيام بأي مجهود عضلي يساعد على حرق الدهون، الإنسان الذي يحتجز نفسه داخل جدران منزله يفوته ضوء الشمس والأشعة المفيدة.

وختمت اسبيتان حديثها: "معالجة مشكلة الشخص البيتوتي من خلال القيام بمكافحة المعتقدات والأفكار السلبية التي يقوم الأشخاص بتشكيلها عن أنفسهم وعن الآخرين، والمشاركة بالنوادي والأنشطة الرياضية، والأعمال التطوعية مع الأقارب والأصدقاء، والقيام بعمل حلقات اجتماعية للتواصل مع الآخرين، وإكسابه مهارات مختلفة للخروج من عالمه الخاص".

اخبار ذات صلة