قائمة الموقع

"عبرنة" أسماء شوارع القدس.. وجه آخر للتهويد

2019-06-21T12:37:31+03:00
تغيير الأسماء يرمي إلى غرس المفاهيم والمصطلحات اليهودية

منذ احتلال مدينة القدس سيما شطرها الشرقي عام 1967، بدأت سلطات الاحتلال تسابق الزمن لجعلها عاصمة إسرائيلية خالصة من دون الفلسطينيين، وذلك من خلال سلسلة مشاريع تهويدية تضفي الصبغة اليهودية عليها، لم تسلم منها شوارع المدينة عبر تغيير أسمائها العربية الأصيلة لأسماء عبرية ذات دلالات توراتية.

آخر ما طال شوارع شرق القدس الاثنين الماضي، مصادقة بلدية الاحتلال برئاسة موشيه ليؤون، في القدس على إطلاق أسماء حاخامات على خمسة شوارع في قرية سلوان الملتصقة بأسوار البلدة العتيقة من الجهة الجنوبية الشرقية.

ومن بين الأسماء التهويدية: "عزرات نداحيم" على اسم الشركة الخيرية التي أقامها يسرائيل دوف فرومكين، و"هراف مدموني"، و"هراف أفراهام ألنداف"، و"هراف يحيى يتسحاك هليفي"، و"هراف شالوم ألشيخ هليفي".

ويؤكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، فخري أبو دياب، أن سياسة عبرنة دولة الاحتلال لأسماء القدس، يجري على قدم وساق، وبدأ منذ سنوات طويلة، وذلك في سياق نهج الاحتلال لتغيير معالم المدينة وتحويل وجهها ليهودي خالص.

ويوضح أبو دياب لصحيفة "فلسطين"، أنَّ المسمّيات العبرية التي تحل محل الأسماء العربية القديمة، 80% منها ذات علاقة لصيقة بالتلمود والتوراة، والعقيدة اليهودية، خاصة الفترة التي يسمونها بـ"حقبة الهيكل" المزعوم، وذلك في خطوة لإثبات كون هذه الشوارع مناطق كانت جزءًا أصيلًا من الهيكل المزعوم.

ويشير إلى أنَّ أبرز الشوارع التي طالها التغيير في القدس المحتلة شارع "السلطان سليمان القانوني"، وهو الشارع الممتد من مثلث شارع صلاح الدين وصولا لباب العمود و"باب الجديد"، وقد أطلق عليه الاحتلال اسم شارع "المظليين"، وكذلك شارع "الأنبياء"، و"عمر بن الخطاب" في جبل المكبر إلى شارع "بيتي مهاسي".

ويشدد أبو دياب على أنَّ دولة الاحتلال تسخر كل امكانياتها بما يصل إلى أن لا يعرف الوجه العربي الإسلامي لمدينة القدس، فيما أن فرض الأسماء العبرية على أسماء الشوارع لا يخرج عن كونه محاولة تسويق مسمى "جبل الهيكل".

ويؤكد عضو الهيئة الإسلامية العليا بالقدس د.جمال عمرو، أنَّ سلطات الاحتلال غيرّت منذ احتلالها لمدينة القدس عام 1948، أكثر من 22 ألف اسم، وذلك في اتجاه السيطرة التاريخية والجغرافية والديمغرافية على المدينة وتهويدها.

ويضيف عمرو لصحيفة "فلسطين": "اختارت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لشوارعها أسماء لا تدل عليها، وإنما تدلّ على مساعيها الرامية الى تغيير ملامح المدينة من فلسطينية الى إسرائيلية"، مكملا "تصطدم العيون بأسماء شوارع عبرية كانت قبل احتلال المدينة عربية".

ويشدد على أنَّ الاحتلال لم يبق اسم لأي أثر حتى وصلوا لساحة باب العامود ليطلقوا عليها "ساحة الابطال" نسبةً لقتلى المستوطنين في العمليات الفدائية، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال تدرك تماما أن أسماء الشوارع عادة ما تعكس ثقافة البلد وحضارتها، وهو ما جعلها يسابق الزمن لتغيير أسماء هذه الشوارع وتحوليها لعبرية خالصة.

كما ويشدد عمرو على أنَّ تغيير الأسماء يرمي إلى غرس المفاهيم والمصطلحات اليهودية التوراتية في الجيل الصهيوني الصاعد وفي عقول السياح الوافدين لإسرائيل من دول العالم، فيما يستخدم الاحتلال كل أدواته وأساليبه لتزوير الواقع وتغيير الحقائق المتمثلة بأن القدس محتلة وأنها عربية فلسطينية بأزقتها وشوارعها.

ويلفت إلى أن الاحتلال وما تسارع خطواته التهويدية لكافة أوجه ومعالم القدس المحتلة، يشير بصورة أو أخرى محاولته حسم الصراع على القدس للصالح الإسرائيلي، بوصفها عاصمة أبدية، تدعمها الشواهد الحية التي عمل على تزويرها وتغييرها.

اخبار ذات صلة