تأتي الذكرى الـ52 للنكسة التي تصادف هذه الأيام، والقضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها جراء الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية، ورفض حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، بل الأشد تطرفا، للتسوية، ووضع العراقيل أمام أي مبادرة سلمية سواء أكانت إقليمية أو دولية تحت ذرائع وحجج واهية.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام منذ سنوات ولا أمل بإيجاد حل له على المدى القريب، خصوصا من طرف يعمل على اقصاء طرف حقق فوزا في انتخابات برلمانية شهد عليها العالم.
ففي الوقت الذي نرى فيه اليمين الإسرائيلي الأشد تطرفا يتفق على رفض السلام وعلى رفض إرادة المجتمع الدولي بحل الدولتين، ومواصلة ممارساته وسياساته في الاستيطان، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وتهويد القدس.. إلخ من سياسات تضع حل الدولتين في مهب الريح، في هذا الوقت يتم فيه تكريس الانقسام، بل وأيضا إيجاد شرخ في العلاقات بين بعض فصائل العمل الوطني.
إن ذكرى النكسة التي أدت إلى احتلال (إسرائيل) بقية الأرض الفلسطينية ومناطق عربية بدلا من توحد الصف الفلسطيني والعربي في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية وسياساتها الرامية إلى منع إقامة دولة فلسطينية ومواصلة حصارها الظالم لقطاع غزة، نراها بدلا من ذلك تزيد الهوة بين طرفي الانقسام.
إن المطلوب في مواجهة الصلف الإسرائيلي على الصعيد الداخلي الفلسطيني إنهاء هذا الانقسام الذي أضر ولا يزال بقضية شعبنا الوطنية، ووضع إستراتيجية عمل موحدة تلقى قبولا من الجميع، وعلى الصعيد الخارجي إعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة بصفتها المسؤولة الأولى عما يعانيه شعبنا من ظلم واضطهاد، خاصة أن جميع المبادرات سواء العربية أو الإقليمية ولا سيما مبادرة السلام العربية تلقى رفضا من الجانب الإسرائيلي الذي يصر على مواصلة احتلاله الأرض الفلسطينية ومحاولاته تأييد هذا الاحتلال.
إننا ونحن نستذكر ذكرى النكسة الأليمة نتمنى من كل الأطراف الفلسطينية تغليب المصلحة الوطنية على ما دونها من مصالح، والسير بقضية شعبنا نحو بر الأمان، رأفة بشعبنا خاصة في قطاع غزة الذي يعاني الويلات من الحصار الإسرائيلي الظالم.