رغم بعده عن الأراضي الفلسطينية، حرص خالد الشريف أردني الجنسية فلسطيني الأصل، على إطلاع أبناء الأمة على ما يدور داخل فلسطين المحتلة، وتوعية أبنائها بما تتعرض من مخاطر على يد الاحتلال الإسرائيلي الغاصب.
والدكتور الشريف هو ممثل الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين في الجزائر، وافته المنية أول من أمس، على إثر سكتة قلبية مفاجئة.
وعرف عن الرجل ابتسامته العريضة التي يقابل بها الجميع ليبدأ حديثه عن فلسطين وما تتعرض له، فكانت عباراته البسيطة الصادقة تخرج من القلب لتصل لأبناء الأمة وتدفعهم لمساندة إخوانهم المضطهدين في فلسطين.
وولد خالد عبد الفتاح الشريف في 28 مايو 1967 بالأردن، حيث تلقى تعلميه الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي فيها، ودرس الشريعة الإسلامية بجامعة اليرموك بالأردن، ثم حصل على الماجستير في علوم التفسير في جامعة العلوم الإسلامية في العاصة الجزائرية، حيث استقر للعيش هناك مع أسرته المكونة من زوجتين وستة أبناء (ثلاثة أولاد، وثلاث بنات) إلى الجزائر عام 2014.
وكان الشريف، عضو المجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ومدير عام المدارس الإسلامية في مدينة المفرق بالأردن من عام 2009-2010، وفق ممثل حركة حماس في الجزائر محمد عثمان.
ويقول عثمان لصحيفة "فلسطين": "يعد الشريف، من مؤسسي جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن، ومدرس في جامعة تلمسان، وكان يحضر رسالة الدكتوراة في نفس الجامعة، ومحاضر في أكاديمية المعارف المقدسية بالجزائر التابعة لحركة البناء الوطني المعنية بالقضية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس والتحديات التي تحيط بها بشكل خاص".
واهتم الشريف، وفق عثمان، بالقضية الفلسطينية، وكان ممثلًا في الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين بالجزائر، ويحرص على توعية الجزائريين بالقضية الفلسطينية والقدس المحتلة، مشيرًا إلى أنه زار غزة عام 2012ضمن قافلة جمعية علماء المسلمين التي وصلت القطاع آن ذاك.
ولفت إلى أن الشريف عمل طوال حياته بصمت لنصرة القدس والقضية الفلسطينية، واهتم بإعداد الدراسات التي تثبت حق الشعب الفلسطيني في أرضه والقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وبين أن الشريف تمكن من تأليف عدد من الكتب والأبحاث الخاصة بالقدس القضة الفلسطينية ومشاريع تهويد المدينة المقدسة، ومخططات الاحتلال فيها.
ويضيف عثمان: "حرص الشريف على ربط المسلمين في كل أصقاع الأرض بفلسطين وبمدينة القدس، وكان يحملهم المسؤولية عن تحريرها، وأن القدس هي ملك للجميع وليست للفلسطينيين وحدهم".
وأشارت إلى أن الشريف كان على تواصل مستمر مع ثلة من النخب والعلماء والمشايخ لتعريف أبناء الأمة بالقضية الفلسطينية وما تتعرض له على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، بهدف إبقاء القضية حاضرة في النفوس والعقول.
وقال: "إن جزءًا من الفضل ينسب للفقيد الشريف الذي غرس حب فلسطين في نفوس أبناء الشعب الجزائري"، منبهًا إلى أن الشريف نظم عددًا من المحاضرات والدورات والورش التي تندد بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين والأهداف التي يسعى الاحتلال لتحقيقها من خلال علاقاته.