قائمة الموقع

انكسار تدريجي لصورة الأسرى "السوداوية" في أوروبا

2017-02-15T07:35:52+02:00
صورة أرشيفية


شدد رئيس الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين محمد حمدان على وجود انكسار تدريجي على صورة الأسرى "السوداء" داخل سجون الكيان الإسرائيلي التي رسمها الأخير عنهم في أوروبا.

وقال حمدان في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن "سلطات دولة الاحتلال رسمت على مدار عقود طويلة صورة للأسرى في ذهنية صناع القرار الأوروبي والحقوقي والشعبي لا تخرج عن كونها صورة لمجموعة من الإرهابيين، والمخربين الذين يستحقون معاملة سيئة وهدر حقوقهم في السجون".

وأضاف "بحمد الله ما صنعه وأسسه الاحتلال على مدار سنوات بدأ يتغير، والحقائق من انتهاكات واضحة وجلية بحق الأسرى بدأت تظهر للجانب الرسمي والشعبي والأهلي الأوروبي، بعد جهود مضنية وجبارة في هذا المضمار".

أدلة دامغة

وأوضح أن السياسيين الأوروبيين ورغم حالة الصمت المرتبطة بمصالحهم السياسية مع الاحتلال على حالة الانتهاكات وجرائم بحق الأسرى، إلا أنه سُجل لديهم بعض المواقف الإيجابية في تعاطيهم مع قضية الأسرى بعد أن قدمت لهم الشبكة الأوروبية للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين أدلة واضحة ودامغة على قضيتهم العادلة وما يجري بحقهم من متعلقات مخالفة للحقوق الإنسانية.

وشدد حمدان أنه ورغم هذا الانكسار في صورة الأسرى والتعاطي معها أوروبيا، إلا أن هناك تقصيرا واضحا بحق الأسرى وحقوقهم في العالم الاوروبي وحتى العالم العربي، رغم كونها قضية عادلة وإنسانية بامتياز.

وذكر أن الأسرى لديهم معاناة طويلة موثقة على مدار سنوات عمر الاحتلال، ولا يجدون أي معاملة إنسانية من قبل الأخير معهم، وهو منطلق ومرتكز في غاية الأهمية للدفاع عنهم وعرض قضيتهم بالصورة الفاعلة في ساحة العمل السياسي والاعلامي الأوروبي، من شأنها الضغط على (إسرائيل) لتطلق سراحهم أو تستجيب لحقوقهم المسلوبة.

وأكد حمدان أن القانون الدولي ينص صراحة على حماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، وعدم اعتقالهم، لافتا في ذات السياق إلى أن الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى في أوروبا نشأت على أعتاب تقصير واضح في مجال الدفاع عن الأسرى، والتأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات ليأخذ القانون الدولي دوره المنوط به تجاههم.

وقال إنه ورغم أن الدرجة التفاعلية المؤثرة تجاه قضية الأسرى ليست بالصورة المرضية تمامًا، إلا أن بعض الدول الاوربية وناشطين حقوقيين وسياسيين، عوضا عن مجلس حقوق الإنسان أصدروا بيانات ومواقف واضحة متعلقة بجانب الأسرى خلال السنوات الأخيرة.

وفي اتجاه متصل، أكد حمدان أن انضمام دولة فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية وتوقيعها للاتفاقات الدولية، أوجد دورا هاما على السلطة الفلسطينية وسفاراتها للقيام به تجاه قضية الأسرى والعمل على وقف معاناتهم.

حَكم جيد

وشدد على أن الشعب الفلسطيني ليس إلا حَكمًا جيدًا على الدور الذي أدته السلطة الفلسطينية من رفع قضايا أمام محكمة الجنايات الدولية لنصرة قضية الأسرى، وما قدمه السفراء الموزعون في الدول في هذا المضمار.

وتابع "هناك تقصير عام تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين ويجب على المقصرين أن يتداركوا ذلك، ويجب أن تستخدم الاتفاقيات التي وقعتها السلطة من أجل خدمة الاسرى بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام".

وأردف حمدان قائلاً: "يجب أن نرى قضايا الأسرى في المحاكم الدولية بتجريم قادة الاحتلال ووضعهم على قائمة مجرمي الحرب لانتهاكاتهم الخطيرة في مجال حقوق الانسان المتعلق بالأسرى الفلسطينيين".

وذكر أن مؤسسة كالشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين ورغم عدم مقارنة امكانياتها وتأثيرها بالسلطة الفلسطينية استطاعت أن توصل كلمة الأسرى، وتجعل وفد دولة الاحتلال ينسحب من جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان.

وأكد أن من لديه "سلاح فاعل" من الممكن أن يستخدمه بشأن قضية الأسرى ولا يقوم بذلك يرقى لأن يكون خيانة واضحة للأسرى وتضحياتهم، مضيفا "لديكم أمانة في اعناقكم هم الأسرى الذين ضحوا بأعمارهم وأجسادهم فلا تذهبوا بآمالهم أدراج الرياح".

وقال حمدان إنه ورغم الجهود المبذولة في التعريف وشرح قضية الأسرى، إلا أن هذه القضية لم تحظ بالصورة المطلوبة على الصعيد القضائي في مجلس حقوق الإنسان، أو تغيير حجم التعاطي الإعلامي معها في الساحة الأوروبية.

قضية رابحة

ودعا رئيس الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين إلى ضرورة التكلم بصوت عال في الساحة الأوروبية بشكل خاص، لما لها من وزن سياسي وقانوني كبير، وأن يتم إيصال صوت الأسرى ومعاناتهم، وكيف للاحتلال الذي يدعي الديمقراطية والتحضر أن يعتقل الأطفال والنساء والشيوخ والنواب ومحاضري الجامعات لسنوات دون ذنب.

وأشار حمدان إلى أن دولة الاحتلال تنبع قوتها في قدرتها على اللعب على أوراق مؤثرة في الساحة الأوروبية، واستغلالها استغلالا يخدم أهدافها.

وذكر أن مواجهة وفد الاحتلال في مجلس حقوق الإنسان بالحقائق الدامغة، المتعلقة باعتقاله الأطفال الفلسطينيين، واختطافهم، ومحاكمتهم، إلى جانب الشرائح الأخرى، وعرض ذلك على أعضاء مجلس حقوق الإنسان، جعل من الوفد الإسرائيلي ينسحب ودون أن يحقق مبتغاه.

وعبر حمدان عن فخره بأن أصبح معظم أعضاء مجلس حقوق الإنسان الأوربيين في الأمم المتحدة لديهم إلمام جيد في شأن قضية الأسرى، وإن كان منهم أصدقاء واضحون للاحتلال الإسرائيلي.

ولفت في سياق مختلف، إلى أن مغالطات كبرى يعتقدها البعض فيما يتعلق بأن ما يطرح من زخم إعلامي في الساحة العربية الفلسطينية يصل إلى الساحة الأوروبية، مبينا أن الساحة الأوروبية بحاجة لمخاطبتها بلغتهم وبالصورة الصحيحة داخل الإطار السياسي أو القانوني.

اخبار ذات صلة