قالت كاتبة إسرائيلية إن قطاع غزة أضحى بوابة الأمن والتوتر لـ(إسرائيل)، وإن عدم تلبية حقوق سكانها سيغرق "الإسرائيليون في بحرها".
وأضافت الكاتبة أوريت ليفيا- نشيئيل، في مقالها الذي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الأحد، "أسأل نفسي كيف يمكن الحياة في غزة بسبب استمرار إطلاق البالونات الحارقة والطائرات المشتعلة التي تحرق حقول المستوطنين، ثم تخرج الطائرات الإسرائيلية وتقصف أهدافا في غزة، حيث تحولت غزة إلى أكبر بنك للأهداف في العالم، حتى بات الإسرائيليون يخاطبون بعضهم بعبارة (اذهب إلى غزة) كناية عن عبارة (اذهب إلى جهنم)".
وتابعت: "لقد خرجنا من غزة، لكنها بقيت فينا، بواباتها أصبحت مفتاح الأمن والتوتر لـ(إسرائيل)، ومن وجهة نظر غالبية الإسرائيليين، فإن غزة هي مدرسة لتخريج المسلحين".
وأوضحت أنه "منذ عشرين عاما تخرج من غزة القذائف الصاروخية وصفارات الإنذار، ثم تأتي الطائرات الإسرائيلية تقصف وتفجر وتقتل مسلحين ومدنيين في غزة، ثم يسود الهدوء، وبعد فترة يتجدد العنف، وتتجدد معه المزاودات السياسية الإسرائيلية".
وأكدت أنه "خارج الحدود الإسرائيلية يعيش في غزة مليونا إنسان في جحيم كامل، ما ينتج عنه المزيد من الإحباط واليأس، سكان غزة ليس لديهم كهرباء ولا ماء، والصرف الصحي في الشوارع، ومعدلات البطالة تزيد على خمسين بالمئة. أما عن أوضاع الصحة والتعليم، فلا تتحدث، ليس في غزة أماكن محصنة من الصواريخ، ولا خدمات علاج نفسي".
وأكدت أن المعاناة والأزمات النفسية الطاحنة باتت جزءا لا يتجزأ من حياة المواطن الغزي، فهو يقع بين مطرقة الحصار الإسرائيلي وسندان اليأس، حتى أن أطفال غزة محرومون من عالم الطفولة، وهم يسمعون يوميا أصوات الطائرات تهدر وتقصف، وتوجه نيرانها نحو أهداف مدنية وعسكرية في قلب المدينة، حيث لا يوجد لسكانها مكان يهربون إليه، فلا ملجأ ولا مباني محصنة، "سكان غزة ببساطة يموتون من الخوف" وفق تعبيرها.
ودعت الكاتبة إلى تشكيل تحالف دولي وتجنيد العالم لإيجاد حل عملي يضمن وقفا لمأساة غزة من جهة، ويوفر أمنا لـ(إسرائيل)، مستدركة إن "لم نوجد حلولا لمعاناة أطفال غزة، فإن غزة ستبقى تلاحقنا، وبالتالي فهي لن تغرق في البحر كما يتمنى الإسرائيليون، بل إن هؤلاء أنفسهم هم من سيغرقون في بحر غزة!".