قائمة الموقع

الإجازة الصيفية بين تنمية القدرات والترفيه.. أيهما أفضل؟

2019-06-15T10:44:38+03:00

بعد انتهاء الامتحانات وبدء الإجازة الصيفية، يبدأ الأهالي التفكير في كيفية قضاء أبنائهم الإجازة، والطريقة المثلى للاستفادة منها أفضل استغلال نحو تنمية المهارات وصقل المواهب والقدرات، في حين أن بعضهم لا يخططون لكيفية قضائها ويكتفون بالترفيه.

فهل تختلف كيفية قضاء الإجازة حسب السن؟، وما الطريقة المثلى لذلك؟، وقد اختلفت وجهات نظر من استطلعت فلسطين آراءهم في هذا التقرير.

غياب طويل

وقالت شذى أحمد -وهي أم لأربعة أبناء وتعمل طبيبة-: "إن الإجازة ليست يومين أو أسبوعين لنترك أبناءنا ليرفهوا عن أنفسهم بعد عام من الدراسة والاجتهاد، فهي تمتد تقريبًا ثلاثة أشهر، وهذا الوقت جيد لتعلم الكثير من المهارات الحياتية، واكتشاف مواهب مدفونة غيبها ضيق الوقت والدراسة".

وأضافت شذى لـ"فلسطين": "وإني امرأة عاملة، وزوجي كذلك، فليس هناك من يتابع تصرفاتهم، ويصقل قدراتهم، فأغيب أنا ووالدهم عن البيت ساعات، وأعود متعبة، فلذلك لابد من إلحاقهم بمراكز ثقافية أو مخيمات من أجل قضاء وقتهم فيما هو مفيد".

أما أم سليم فتترك المجال لأبنائها السبعة لاختيار كيفية قضاء إجازتهم، وحاولت في مرات سابقة تعديل أخطاء أحد أبنائها خلال العام، كتحسين خط واحد منهم، وحفظ كلمات من اللغة الإنجليزية، ولكنهما كانا يتهربان، بحجة أن الإجازة فرصة للعب والمرح والترفيه.

وأشارت إلى أن وضعها الاقتصادي لا يسمح لها بتسجيلهم في مراكز خاصة، فيقضوها بين اللعب وافتعال المشاكل فيما بينهم، وتضييع الوقت على الهواتف المحمولة والإنترنت.

فسحة للعب

ويرى كرم جبر في الصف الثامن أن الإجازة الصيفية هي للراحة وقضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء والأقارب، بعد عام من الامتحانات والدراسة، وليست للالتحاق بمراكز لتنمية القدرات، التي بها سيعود إلى الالتزام وأشياء أخرى تشبه نظام المدرسة.

ولفت إلى أنه لن يخطط لكيفية قضائها، بل ستكون وجهته فيها نحو اللعب والترفيه فقط، وممارسة هوايته في لعب كرة القدم، ولن يعالج تقصيره أو تراجعه في بعض المواد خلال الإجازة، فالشهور الدراسية كافية لذلك.

من جهته قال الاختصاصي النفسي ومدرب التنمية البشرية زهير ملاخة: "الإجازة الصيفة لطلابنا يجب استثمارها بما يحقق لهم فوائد متعددة في مجالات مختلفة الفوائد؛ الترويحية والنفسية وممارسة المواهب والأعمال المحببة، وأيضًا صقل الشخصية بمزيد من المهارات الاجتماعية والشخصية والعملية عبر أنشطة وبرامج متعددة".

وبين أنه لا شك أن ترتيب هذه البرامج وتوجيه الطلاب يكونان بحسب السن والظروف التي يحيونها، بحيث تكون قابلة للتطبيق ومتوافقة مع الإمكانات والظروف والمستجدات القائمة.

وأوضح ملاخة أن أهم الأشياء التي يجب التركيز عليها عدم ترك الطلبة دون شاغل مفيد، وهنا يظهر جليًّا سوء وقت الفراغ الذي قد يؤثر سلبًا في الطالب بشعوره بالملل، وعدم الراحة، إضافة إلى تأثره بالمؤثرات العشوائية الموجودة بالبيئة، التي قد تكسبه أشياء وسلوكيات غير محببة، إلى جانب ترك الجوانب الشخصية والإمكانات والطاقات دون فائدة أو وتطوير.

وأضاف: "وعلى هذا إن الطريقة المثلى تتمثل في وقوف الأسرة والمجتمع عند الواجبات، وتكامل الأدوار، والشعور بأهمية استغلال تلك الإجازة، ووضع برامج محددة الهدف لتنظيم الوقت وتحديد الأنشطة البيتية، كتنظيم جدول خاص بالأسرة يشمل أنشطة منزلية واجتماعية وترويحية ذات أهداف تنمي مهارات البناء".

ولفت ملاخة إلى أنه يجب على مؤسسات المجتمع كالمساجد والأندية والمؤسسات المجتمعية تنمية مهارات ومواهب الطلبة، وغرس القيم والمفاهيم واكتشاف القدرات، قائلًا: "الطلبة في أعمار متقدمة نستغل إجازاتهم في تنمية مهارات عملية ومهنية تفيد الطالب وتعينه على مساعدة نفسه وأهله في تلك الظروف، ليحافظ عليه من وقت الفراغ والآفات المنتشرة، ونسلحه بسلاح العلم والعمل لمعرفة قيمة الحياة ونغرس فيه الصلابة والمسؤولية".

وتابع حديثه: "لابد من معالجة جوانب التقصير ببعض القدرات المعرفية والعلمية بوضع جزء من الجدول لمعالجة الضعف بطريقة محببة، دون إهمال الجوانب النفسية والترويحية والاجتماعية، بحيث لا يشعر بثقل أو ضيق، وكأنه لا يزال في أجواء دراسية مثقلة".

وبين ملاخة أن الأهم هو إدراك ولاة الأمر أهمية التخطيط والمشاركة بين الأهل والطالب والمجتمع والمتابعة في الالتزام بطريق شائق ومحبب ومحفز، مع مراعاة الفوارق العمرية والقدرات والاحتياجات، وإشراك الابن في ذلك حتى يحب ما يفعل، ويمضي إجازته بمحبة ونشاط ويشبع رغباته وتطلعاته في جميع النواحي.

وأكد أن الإمكانات ليست عائقًا أمام حرص الأهل على أبنائهم، في وقت يكثر فيه في المجتمع العديد من العمليات النفسية السلبية المتعددة الصور، التي تهدف إلى النيل من عزيمة الكبار قبل الصغار.

اخبار ذات صلة