قائمة الموقع

تخويف الأطفال.. سلبيات تفوق الإيجابيات

2019-06-15T10:09:01+03:00

بعدما تستنفد الأم كل الوسائل والطرق في إقناع طفلها للاستجابة لأوامرها، وينتهج أسلوبه في العناد وعدم استجابته، تبدأ في انتهاج أساليب أخرى تحاول أن تمتنع عنها، ولكنها هكذا تضمن انصياع طفلها لأوامرها، أو ثنيه عن فعل خاطئ، كتخويف الطفل بشخصيات خرافية أو أسطورية مخيفة، أو الاتصال بشرطة الأطفال، وأن الحرامي على باب البيت وبيده ظرف كبير ليخطفه، وغيرها من الأساليب والأحاديث.

لكن في غضون ذلك؛ هل يدرك الآباء مخاطر تخويف الأطفال على سلوكهم؟ وكيف ينعكس على نفسيتهم؟

اختصاصي الأعصاب والطب النفسي الدكتور منذر دلول يقول: إن "كل طفل يولد بسمات شخصية معينة تميزه عن شخص آخر، فالبعض يتقبل المزاح، وآخرون لا يتأثرون بالصدمات، ولكن الخطأ الشائع عند الأهالي هو عدم إعطائهم الفروقات الفردية قيمة حقيقية، فيتعاملون مع جميع الأبناء بالأسلوب ذاته".

وأوضح أن الخوف أمر طبيعي ينم عن الطبيعة الإنسانية لدى الطفل، وفي كثير من المواقف التي قد يتعرض لها الطفل يتوقع الأهل خوفه ورهبته، ولكن وجودهم بجانبه يشجعه، وإذا كان في حدود المعقول فإنه لا يهدد حياته، وسماته الشخصية.

وأشار د. دلول إلى أنه يمكن للخوف أن ينذر بمشاكل كارثية إذا كان مقصودًا، فتخويف الأطفال بصورة متعمدة ودائمة وتخطيه حدود الأمور الطبيعية قد يتحول إلى مرض يضر بالطفل من نواحٍ مختلفة السلوكية والنفسية، وقد يصبح مرضًا يلازم الطفل على مختلف مراحل حياته.

وأضاف: "من الاضطرابات التي قد يعانيها الطفل بسبب التخويف المقصود، رفضه النوم بمفرده، الشعور بالأرق ليلًا، وإصابته بحالة من التبول اللاإرادي، والاستيقاظ الفزع والصراخ في الليل، والتخيلات والأوهام".

ولفت د. دلول إلى أن أي خلل سلوكي أو اجتماعي أو نفسي أو عضوي يصيب الطفل تحت أي سبب إذا لم يتم إصلاحه ومعالجته فإنه سيتطور ليصل إلى مرض نفسي، ويؤثر في علاقاته مع المحيط الخارجي به، وفي مستواه الدراسي فيقف الاستيعاب عند حد معين بسبب التربية الخاطئة.

وبين أن الطفل نتيجة شعوره بالخوف يفقد ثقته بنفسه، وقدرته على اتخاذ قرار صائب، أو إبداء رأيه في أي مسألة، وردة فعل غير متوازنة لبعض المواقف، فتكون شخصيته مترددة، كما أنه يمنع عائلته من القدرة على اكتشاف مهاراته ومواهبه، لعدم قدرته في التعبير عن أفكاره.

ونصح د. دلول الأهالي في حال أرادوا السيطرة على أبنائهم، بالابتعاد عن التأثير سلبًا في شخصياتهم، كاللجوء إلى أسلوب التخويف، والتعامل معهم بأسلوب لا يؤثر في مستقبلهم، واللجوء إلى أنواع أخرى من العقاب.

اخبار ذات صلة