عدّ محللان سياسيان تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي ديفيد فريدمان بشأن "حق (إسرائيل) في ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة"، أنها تأتي في إطار جس النبض الفلسطيني العربي بخصوص ذلك، معتبريْن أن مواجهة تطبيق مثل هكذا تصريحات تبدأ من ميدان المقاومة مع الاحتلال.
المحلل السياسي أحمد عوض رأى أن تصريحات فريدمان "تنسف أي أسس لعملية تسوية أو أي ترتيب سياسي يمكن أن يصل له الفلسطينيون مع (إسرائيل) وأمريكا"، قائلًا: "هو يوحي بأن صفقة القرن لا تحتوي إقامة دولة فلسطينية ولا حق عودة للاجئين، وتشمل ضم مناطق الاستيطان بالضفة للاحتلال".
واعتبر عوض في حديث لصحيفة "فلسطين" أن فريدمان مهووس ديني ينتمي لتيار متطرف في المسيحية الإنجيلية وأن تصريحاته تأتي لتنسف الإرث السياسي للإدارات الأمريكية المتعاقبة وأي جهود دبلوماسية لها من أجل حل القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن تصريحاته تضر بالإدارة الأمريكية في المنطقة العربية لأن تطبيقها يمثل ذلا ليس للفلسطينيين فقط بل للعرب والمسلمين جميعًا.
وبين أن فريدمان استبق الأمور ونسف أيضًا جهود ورشة البحرين الاقتصادية قبل أن تبدأ، وكأنه يقول للعرب والمسلمين هذا ما سيُعرض عليكم خلالها، متوقعًا أن يكون ذلك مقدمة لتأجيلها أو إلغائها، خاصة في ظل عدم وجود حكومة للاحتلال حتى شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، ورفض فلسطيني وعربي لعقد هذه الورشة.
ورأى أن تشابه تلك التصريحات مع تصريحات سابقة لرئيس حكومة الاحتلال المكلف بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين دليل على تفشي التأثير الديني الاستعماري الصهيوني لدى أفراد الإدارة الأمريكية، ومحاولة لجس نبض المنطقة العربية والإسلامية بخصوص ضم الضفة الغربية المحتلة لـ(إسرائيل).
وأكد أن الرد على تلك التصريحات وغيرها من المخططات يبدأ فلسطينيا من ميدان المواجهة، مرورا بترتيب البيت الفلسطيني، وحملة دبلوماسية فلسطينية عربية عالمية لمواجهة مثل تلك التصريحات والأفعال.
ليس جديدًا
ولفت المحلل السياسي عادل سمارة إلى أن موقف فريدمان ليس جديدًا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن الأمريكان دأبوا على التسابق لتقديم التبرعات المجانية لـ(إسرائيل) على حساب الشعب الفلسطيني.
وأوضح سمارة في حديث لـ"فلسطين" أن الجديد أن بعض الفلسطينيين والعرب أصبحوا يسابقون الأمريكيين على تقديم التنازلات لـ(إسرائيل)، أو لم يدركوا بعد خطورة ما يُقدم من تنازلات.
وبين أن التطابق بين تصريحات فريدمان ونتنياهو حول ضم الضفة يعود لكون (إسرائيل) والولايات المتحدة مدرسة واحدة، بل أن المحتل الإسرائيلي هو الذي يخطط للأمريكي، مضيفا "المشكلة في الصف العربي الذي ينشغل بتصنيف تلك التصريحات الأمريكية عما إذا كانت منحازة لـ(إسرائيل) أم لا، يتجاهل أن أمريكا في الأساس عدو للفلسطينيين والعرب".
واعتبر أن (إسرائيل) لا تألو جهداً في تكريس واقع استيطاني لها بالضفة الغربية يجعل من الحديث عن الضم مجرد كلام إعلامي، فالواقع على الأرض يفوق ذلك بكثير، وهي لا تتوانى عن مصادرة أي شبر من أرض الضفة.
وأشار سمارة إلى أن التصريحات الأمريكية تتقاطع مع "ورشة البحرين" وتمهيد لما سيُعلن فيها، وتلاعب بأعصاب مَنْ يقاطعونها، مردفا "واضح أننا نعيش حربا شاملة، عسكرية نفسية سياسية على الشعب الفلسطيني، وأن كل ما يحدث من تصريحات وأفعال يخدم بعضه البعض في إطار تلك الحرب".
وأكد أن المُعول عليه لمواجهة تلك المخططات الإسرائيلية الأمريكية هو محور المقاومة العربي فقط، في ظل خيانة كثير من الفلسطينيين والعرب والمسلمين للقضية الفلسطينية، وتسابقهم لحماية الاحتلال.