أثارت تغريدة لوزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، استياءً كبيرًا لدى الأوساط اللبنانية والعربية، ودشن نشطاء عبر موقع "تويتر" ترند لبناني تحت عنوان (مطلوب إقالة وزير الخارجية).
وعقب تغريدة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، عمد نشطاء لبنانيون إلى تأسيس عريضة على موقع "Change.com" تحت عنوان "تصريحات باسيل لا تمثلني"، للمطالبة بوضع حد لخطابه الشعبوي الذي يؤثر سلبًا على اللبنانيين في الداخل والخارج.
وكان باسيل قد غرّد على "تويتر"، قائلًا: "من الطبيعي أن ندافع عن اليد العاملة اللبنانية بوجه أي يد عاملة أخرى، أكانت سورية فلسطينية فرنسية سعودية إيرانية أو أميركية فاللبناني قبل الكل".
وقد لاقت تغريدة باسيل صدى واستياءً كبيرًا في الشارع العام اللبناني والفلسطيني على حد سواء.
وأدى إقحام باسيل لدول المهجر لموجة من الاستياء العام لدى الأوساط اللبنانية من جهة والأوساط الفلسطينية من جهة أخرى بسبب تعمد الوزير إقحام الفلسطينيين في خطاباته وبشكل عنصري.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، إن "الأمر في هذا المجال يحتاج إلى كلمة حق وعدالة، في شأن العمال الفلسطينيين في لبنان، الذين يشكلون عاملًا هامًا في رفعة الدورة الاقتصادية في لبنان".
وتابع فيصل في حديث مع "قدس برس": "نعتقد أن تغريدة من هذا النوع لا تسهم في بناء علاقة لبنانية فلسطينية سليمة، مع ما يخطط له من تصفية القضية الفلسطينية ومحاولة فرض عملية توطين في دول اللجوء".
وأردف: "المصلحة اللبنانية الفلسطينية تقتضي حوارًا للاتفاق على استراتيجية قانونية واضحة تشكل دعمًا واضحًا لنضال الفلسطينيين، عبر إقرار الحقوق بالعمل والتملك وتنظيم الأحوال الشخصية".
من جهته، شدد مسؤول مكتب شؤون اللاجئين في حركة حماس، أبو أحمد فضل، على أن "لعمال البناء الفلسطينيين دور مهم في إعمار البلد، كما قدم كبار المساهمين الفلسطينيين، وغيرهم من رجال الأعمال والعائلات الفلسطينية المرموقة للبنان الكثير والجميع على دراية بذلك".
وتابع فضل في حديث لـ "قدس برس": "تصريحات باسيل مزعجة جدًا بحق الفلسطينيين، وهي في غير محلها، خاصة أن الفلسطيني ممنوع من أدنى حقوقه في لبنان".
وناشد فضل، القوى الفلسطينية ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، أن تكون لجنة حقيقية تسهم في بناء شراكة فلسطينية لبنانية، تتعلق بالقضايا الفلسطينية والتي تسمح بتحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
واستطرد: "قلنا مرارًا وتكرارًا، نحن شعب نريد العودة إلى وطننا، لا نريد التوطين أو الجنسية اللبنانية".
نشطاء يسخرون
وكتب الياس شدياق ساخرًا، "زحمة سير خانقة على مداخل العاصمة اللبنانية بيروت بسبب العمال الفرنسيين والأميركيين".
أما الناشط بلال البقيلي، فربط بين الهاشتاغ الذي يتصدر لبنان والهاشتاغ الذي يتصدر مصر (السوريين منورين مصر) في آن معًا، وقال تحية للجينات المصرية.
الناشط واللاجئ الفلسطيني رامي ورد، كتب على فيسبوك "إحنا الفلسطينية وإخواننا السوريين ما مشكل بندبر حالنا، بس المولى يكون بعون السعودية والفرنسية والأمريكان".
التغريدة لم تقتصر فقط على رد من قبل النشطاء اللبنانيين والفلسطينيين، بل دخل مغردون سعوديون للرد على تغريدة الوزير جبران باسيل.
إذ كتب فهد، "لا يوجد سعوديون موظفين في لبنان فهم لن يتركوا دول العالم المتقدم ليتوظفوا لديكم وشكرًا سعادة الوزير لأن اللبنانيين المقيمين في الرياض فقط يفوق الـ 200، كما نشرت صحيفة الاقتصادية السعودية لذلك يستوجب منا التخلص منهم وتوظيف السعوديين فهم أبناء البلد وقبل الكل".
ناشط آخر واسمه عبد العزيز رشيد، غرّد "أنا أنهيت خدمات 4 لبنانيين وتسفيرهم لبلادهم تضامنًا مع طلب الوزير الهمام جبران باسيل الذي يطالب بعودة اللبنانيين".