بين المدّ والجزر، تتأرجح تفاهمات التهدئة المُبرمة بين الفصائل الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية وقطرية وأممية، بسبب تلكؤ الاحتلال في تنفيذ بنودها.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل: إن محاولات الاحتلال المماطلة بتنفيذ ما اُتفق عليه من تفاهمات بوساطة مصرية لم تتوقف، لكن المقاومة لديها من الخيارات الكثير لكسر الحصار وإجبار الاحتلال على تنفيذ التفاهمات.
وأضاف المدلل في حديثة لصحيفة "فلسطين": "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لن تسمح بالتسويف والتلكؤ الذي يمارسه الاحتلال، وستستمر مسيرات العودة بطابعها الشعبي والسلمي حتى تحقق أهدافها".
وأكد أن الفصائل لن تعطي الفرصة لنتنياهو باستغلال غزة لصالحه في الانتخابات وفوزه على حساب قهر الفلسطينيين وتشديد الحصار على القطاع، فتقديم أي تنازلات أو تسهيلات من شأنه التخفيف من الحصار عن القطاع تؤثر عليه سلبا في الانتخابات الإسرائيلية القادمة وتفقده أصواتا كثيرة.
وشدد المدلل على أن التهديدات الإسرائيلية لن تؤثر على معنويات الشعب الفلسطيني، داعيًا مصر والوسطاء إلى الضغط لإلزام الاحتلال بتنفيذ تفاهمات التهدئة ورفع الحصار عن غزة.
وكانت صحيفة عبرية مقربة من نتنياهو، نشرت أمس أن (إسرائيل) أبلغت مصر بشروط جديدة لاستكمال مباحثات التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وتخفيف الحصار المفروض على القطاع، من ضمنها إعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة، ووقف مسيرات العودة وكل مظاهرها بشكل كامل.
بدوره، أوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة أن ما يقوم به الاحتلال من نقض للتفاهمات من خلال إطلاق النار على المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار وتغيير مساحة الصيد 5 مرات في شهر مايو المنصرم فقط وإغلاق المعابر ومنع مرور السلع استهتار واضح، لن تسكت عنه المقاومة.
وبيّن أبوظريفة لـ "فلسطين"، أن تفاهمات التهدئة تسير ببطء، وأنه إن لم تضع (إسرائيل)، هذه المرحلة موضع التطبيق، فإن ذلك يعني أنه في المرحلة الثانية من التفاهمات، ستحتاج إلى مساحة طويلة من الوقت لوضعها ذات الموضع.
وتابع: يحاول الاحتلال المقايضة على استمرار مسيرات العودة والفعاليات الشعبية التي حشدت العالم بجانب الفلسطينيين، وهو ما يعد امرًا مستحيلًا، مؤكدًا أن الوسطاء لديهم معرفة بمجريات ما يحدث وهذا سيدفعها للجلوس مع الاطراف في الايام القليلة القادمة للحفاظ على الهدوء.
وشدد أبوظريفة على أن المقاومة ليست معنية بمواجهة مع (إسرائيل) في الوقت الراهن، لكنها ستستخدم كافة السُبل للوصول إلى حقوق الشعب الفلسطينية المشروعة، ولن تسمح باستخدام الفلسطينيين كعامل جذب للناخبين الإسرائيليين.
وقبل عدة أشهر، أجرت وفود مصرية وقطرية وأممية، مشاورات وساطة متواصلة بين الفصائل في غزة والاحتلال الإسرائيلي، بغرض التوصل إلى تفاهمات تهدئة، تقضي بتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 13 سنة.
وتتضمن التفاهمات رفع الحصار كاملًا عن غزة، وتوسيع مساحة الصيد إلى 20 ميلًا بحريًّا، وتزويد غزة بخط كهرباء 161، واستبدال الوقود الذي يزود محطة توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، وحرية التصدير، وإعادة الإعمار، وتنفيذ مشاريع داخل القطاع، وتسهيل حركة البضائع والمواطنين عبر المعابر.