أكد مدير أكاديمية الأقصى للوقف والتراث د. ناجح بكيرات، أن ثبات المقدسيين والمصلين المعتكفين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك، خلال شهر رمضان، ووقوفهم أمام جموع المستوطنين، رسخ رسالة واضحة بفشل سياسات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الأقصى وترهيب المدافعين عنه.
وأضاف بكيرات لصحيفة "فلسطين"، أن تواجد حوالي 400 ألف معتكف في المسجد الأقصى في ليلة السابع والعشرين من رمضان، يعني أن سياسات الاحتلال الهادفة لنزع القدس من عقول أبنائها قد فشلت، بل أن القدس تسكن عقول الفلسطينيين، ومن لم يستطع أن يصلها فإن عينه ترنو إليها.
وتابع أنه باعتراف أجهزة أمن الاحتلال فإن التواجد الفلسطيني في الأقصى، خلال شهر رمضان أثبت أن جميع سياساته لم تفلح في إخلائه من مرتاديه، فكانت رسالة الفلسطينيين واضحة من خلال تجمعهم فيه بشكل قوي.
ولفت إلى أن الاحتلال سنة بعد سنة يقوم بالتضييق على المصلين والزائرين للمسجد الأقصى منذ احتلاله القدس عام 1967، وأنه من الملاحظ أن "معدل الانتهاكات يزداد سنويا، حيث يخطط الاحتلال لجعلها سياسة واقعية وقوة طاردة للمقدسيين".
واعتبر أن الاحتلال من خلال تلك الانتهاكات يريد تجفيف الوجود المقدسي في القدس وطرد المعتكفين والمصلين من خلال التضييق عليهم وممارسة الانتهاكات بشكل واضح وزيادة الضغط وإجراءات التضييق عليهم.
وأشار بكيرات إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يسيطر على حكومة الاحتلال، وهو الذي يتحكم في جريمة الاقتحامات ورفع وتيرتها، وقد تجرأ على الأقصى وخاصة في شهر رمضان، و"دخل معنا في صراع، في عملية خطيرة جدا؛ لخلق واقع يمس قدسية المسجد في محاولة لجعله مكانا مقدسا لليهود".
وأضاف أن "كل هذه الانتهاكات تصب في محور واحد وهو تهويد المكان بشكل كبير، وجعله موقعا استراتيجيا يهوديا حسب المخطط الاستراتيجي لهم، وهو بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى في سياق اقتحامات أكبر تستهدف المكان والزمان والهوية والوجود".
وشدد على أن الفلسطينيين لم ولن يستسلموا أمام هذا الواقع وسياسات الاحتلال المتبعة منذ خمسين عامًا وأكثر، وأن هذا تجلى واضحا في الهبة المقدسية أمام باب الأسباط في 2017، التي فاجأت الاحتلال وحطمت كل قراراته التي كانت تهدف لعزل "الأقصى" وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وهبة "باب الرحمة" وغيرها.
وقال: "لن نفاجأ إذا ما هب المقدسيون يومًا لمنع المستوطنين من اقتحام الأقصى، ندرك أن تلك الهبات لن تحرر المسجد وأننا بحاجة لحاضنة فلسطينية عربية إسلامية، لكننا ندرك أننا رأس حربة في المكان، وهذا واجبنا وعلينا القيام به".
وعن تكثيف الاحتلال لاقتحامات مستوطنيه بعد رمضان، بين بكيرات أن الاحتلال يستغل أنه لا يقوم بمنح تصاريح للفلسطينيين لدخول القدس بعد رمضان إلا في أضيق نطاق ويغلق المنافذ المؤدية لها، ما يجعل التواجد الفلسطيني فيها محدودًا ثم يدعي عدم وجود فلسطينيين فيها.
وتابع: "بينما هو لو أزال جدار الفصل العنصري، وفتح المنافذ، فسيجد القدس قد امتدت إلى يافا وحيفا، وأمّها مليونا فلسطيني من غزة وثلاثة ملايين من الضفة، فعلينا فضح سياساته والتأكيد بأنه يمنع المسلمين من دخول المسجد، فيما يسهل الأمر لليهود القادمين من أقاصي الأرض".