لم تقف مخاوف المــوت أو الإصابة حاجزًا أمام اللاجئ الفلسطيني صابر مراد (33 عاماً)، للاستبسال بُغية إنقاذ آلاف الأرواح من عمل إجرامي في طرابلس شمال لبنان، بعد إقدام شاب على تفجير نفسه في منطقة مُكتظة سكانيًا في المدينة، عشية عيد الفطر.
مراد لاحظ وجود الشاب على درّاجة نارية متجهًا نحو منطقة دار التوليد في طرابلس يحمل مواد متفجرة واسلحة نارية لتفجير نفسه بين جموع الناس، فأقدم على عرقلته بسيارته محاولًا منعه وإفساح المجال للمدنيين بالهروب وإعطاء الوقت للقوى الأمنية للقبض عليه، ما أدى إلى إصابة مراد بـ 3 أعيرة نارية من مسدس، الأولى في الرأس من الخلف والثانية والثالثة في الظهر.
تفاعل المئات من اللبنانيين والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي مع الشاب مراد، شاكرين له إقدامه وتضحيته لإنقاذ حياة المواطنين، مطالبين الجهات الرسمية اللبنانية بمنحه الجنسية، وتسهيل حياة باقي الفلسطينيين في لبنان.
رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق ميشال سليمان كتب في تغريدة له: "نعم لمنح الفلسطيني صابر مراد الجنسية اللبنانية لقيامه بالتصدي لذئب طرابلس الإرهابي وتعرضه لإصابات بليغة، نعم لتهنئة السيدة رانيا سمروط بوسام لإنقاذها مراد ونقله الى المستشفى".
وقال عضو قيادة الحزب التقدمي بهاء ابو كروم في تغريدات له حول العمل الذي قام به الشاب مراد: "هذا الأمر ليس غريبًا عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وليست المرة الأولى التي يحدث بها ذلك".
وأضاف: "الثقافة الفلسطينية هي ثقافة غير طائفية فرغم كل الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في لبنان ورغم المحاولات الكثيرة لتوظيفه واستثماره في الصراعات الدائرة، إلا أنهم يظهرون الشجاعة في وقتها".
أما الكاتب والصحفي اللبناني غسان جواد دوّن في كتابته عن الحادث: "إن ما قام به الشاب الفلسطيني صابر مراد في مواجهة الإرهابي، عمل شجاع وبطولي وفيه احساس عال بالمسؤولية، ويحمل وعيا فلسطينيا".
ملاك وهبي على صفحتها غردت: "صابر مراد بطل فلسطيني من أم لبنانية شاء القدر أن يكون موجودا لحظة العملية الإرهابية بطرابلس وملاحقه الإرهابي، وللأسف أصيب وهو الآن في العناية الفائقة، هذا البطل اقل ما تقدمه لبنان اعطاؤه الجنسية ومنحه وسام شرف لشجاعته وانقاذه ارواح المئات".
ومن التغريدات التي نُشرت عن مراد أيضًا: "كل الفلسطينيين ضحوا من أجل لبنان في كل الحروب التي مرت ولم يرحلوا ودافعوا عنها لأن لبنان غرزت حبها في دمهم أمثال صابر مراد الله يحميه".
نتاليا زين غردت قائلة: "صابر مراد شاب فلسطيني، كان يمر من مكان حادثة طرابلس، لم يهرب ولم ينأ بنفسه، لاحق الارهابي واعترضه ليحمي المارّة، هو من أم لبنانية وأب فلسطيني لاجئ في لبنان، ليس لديه الجنسية اللبنانية وهي حقه".
ودوّن أنس محمد: "صابر مراد... اللاجئ الفلسطيني المولود في لبنان؛ مست شهامته وجدان كل إنسان منصف في بلد الأرز؛ حينما اعترض طريق الإرهابي الذي أدمى لبنان بجريمته النكراء عشية العيد .. صابر الذي يحمل في جسده حاليا 3 رصاصات لم يمنعه حلم العودة من افتداء لبنان بنفسه".
محمد حجي كتب على صفحته: " صابر مراد تصدى بصدر عارٍ للإرهابي المبسوط وأصيب بجروح، لكنه نجا وهو في صحة مستقرة، مثال على نخوة الفلسطيني".
وانتقد عدد من المغردين طريقة نقل بعض وسائل الإعلام للحادثة، ومحاولاتها عدم الإشارة إلى هويته الفلسطينية، في ظل محاولات البعض ارساء المناخ العنصري ضد اللاجئين الفلسطينيين، وتسليط الضوء على بعض التصرفات الخارجة واطلاق وصف فلسطيني في وقتها.
وكتب بهذا الخصوص المواطن اللبناني وديع حداد قائلًا: "صابر مراد .. من ام لبنانية وأب فلسطيني لاجئ اعترض الإرهابي في طرابلس بسيارته وحمى المدنيين الأبرياء من مسلسل القتل، لم يتم ذكر جنسيته أبدًا من وسائل الإعلام .. بينما لو كان الإرهابي فلسطينيا لانتشر بشكل كبير".
وغردت فاتن: "صابر مراد خاف على الناس وضحى بنفسه من أجل البلد، بالرغم من عدم اعطائه حقه بالجنسية، هذا هو الوفاء والوطنية والانتماء".
ودونت منال قرطام على صفحتها في تويتر: "صابر شاب خُلق لاجئا فلسطينيا، من أم لبنانية ولأنه فلسطيني الإعلام ما جاب سيرة عمله البطولي للدفاع عن الناس ومدينته ووطنه".
وكانت قد نشرت صور الشاب الفلسطيني على مواقع التواصل بشكل كبير مصحوبة بدعوات له بالشفاء العاجل والتام بعد الاصابة التي تعرض لها.
وكان عدد من الوزراء منهم وزير الدفاع اللبناني الياس بو صعب، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون قد زاروا مراد في المستشفى الاسلامي في مدينة طرابلس شمال لبنان، للاطمئنان على صحته.