قال معتكفون في المسجد الأقصى المبارك إن اقتحام المئات من المستوطنين الأقصى وإغلاق المسجد القبلي بالجنازير والأقفال صباح أول من أمس، أعدت له مؤسسة الاحتلال الأمنية عن سبق إصرار وترصد.
وأكد معتكفون لمراسل صحيفة "فلسطين" أنهم شاهدوا ضباطا كبارا برفقة المستوطنين وقبل اقتحام المستوطنين كانوا في المنطقة الواقعة بين باب المغاربة والمسجد القبلي، للإشراف على قمع المعتكفين قبل بداية الاقتحام بهدف التعكير على أجواء التعبد الرمضانية في باحات الأقصى.
المعتكف "رياض ولويل" (65 عاماً) قال: "شاهدت بأم عيني ضباط شرطة من ذوي الرتب العالية وهم يشرفون على الوضع قبل السماح بعمليات الاقتحام، وكان اهتمامهم باتجاه المسجد القبلي وتم تحضير الوحدة التي معها المعدات لإغلاق أبواب المسجد القبلي بالجنازير والأقفال".
وأضاف: "كل ما توقعه المعتكفون حدث، فالقوات الخاصة تمركزت حول المسجد القبلي واغلقت الأبواب واطلقت الرصاص والقنابل واعتدت على كل معتكف وخصوصا جيل الشباب".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال ومؤسساته الأمنية تتعمد في كل رمضان إهانة المعتكفين في باحات الأقصى من أجل تسهيل اقتحام المستوطنين وقد تكرر المشهد مرات عدة في اعتكافات سابقة.
أما المعتكف هاشم (27 عاماً) فقال: "ما جرىعلى ارض الواقعحرب على معتكفين مسالمين جاؤوا للعبادة، وكان ضباط الشرطة يصدرون الأوامر لقمع كل من يقول الله اكبر، ولم تتم مراعاة أي أحد سواء كان صغيرا أم كبيرا أم امرأة، فالقمع كان بالجملة".
وشدد على أن هذه الانتهاكات تدلل على عنصرية الاحتلال وزيف ما يشيع انه يحافظ على حرية العبادة، فكل معتكف يحرم من زيارة ساحة البراق بحجة شماعة الأمن، بينما المستوطن يتجول في ساحات المسجد الأقصى بحراسة وحرية على حساب المصلين والمعتكفين ويطلق الرصاص دون أي اعتبارات للمكان ومن يصلي فيه".
ويصف الشاب المعتكف عبدالله (23 عاماً) مشاهد الاقتحام والقمع بأنها مرعبة، وقال: "أنا أول مرة أعتكف في المسجد الأقصى، وشاهدت القوات الخاصة تحاصر المعتكفين وكنت خارج المسجد القبلي، والناس من حول المسجد تستغيث وأفراد القوات الخاصة يضربون كل من وقع أمامهم، لم أستطع تحمل المنظر".