فلسطين أون لاين

رمضان فلسطينيّي لبنان.. مسيرات احتفالية وتضامنية مع غزة في نفس الوقت

...
غزة- بيروت/ لبنان:

في كل عام وبمجرد إعلان رؤية الهلال وأول أيام رمضان، تنطلق المسيرات من مسجد لآخر أو من ميدان إلى مسجد، في جميع المخيمات الفلسطينية بلبنان، وفي هذا العام خصيصًا خرجت المسيرات ليس فقط احتفاءً برمضان، وإنما نصرة لقطاع غزة الذي تعرض لعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددًا.

"فلسطين" حاورت الكاتب والصحفي والشاعر واللاجئ الفلسطيني في لبنان ياسر علي، لتنقل صورة عن حياة الفلسطينيين في رمضان.

يقول علي: "في صغرنا كنا نستقبل شهر رمضان بزيارة الأقارب وتعليق الزينة الرمضانية مع أهالينا"، مشيرًا إلى أنهم اليوم بعد أن أصبحوا أرباب عائلات صاروا يزينون البيوت هم مع أولادهم، ويخصون رمضان بالعبادات مثل ختم القرآن الكريم، وصلاة التراويح، وغيرها، إضافة إلى الإكثار من الحلويات في الشهر الفضيل.

ولفت إلى أنه استجد لاحقًا في لبنان بعض الأمور السيئة في شهر رمضان الفضيل، مثل سهرات المقاهي والأراجيل (الشيشة).

ويوضح علي أن رواد المساجد يستقبلون رمضان بمسيرة تنطلق من مسجد لآخر أو من ساحة لمسجد، وهو ما حدث في رمضان الحالي في كل مخيمات اللجوء الفلسطيني بلبنان، مبينًا أن المسيرات اندمجت ما بين الترحيب بشهر رمضان، والتضامن مع أهل قطاع غزة جراء العدوان الأخير الذي حدث قبيل رمضان، وانتهت المسيرات كالعادة بكلمات لبعض المشايخ وبعض السياسيين، ورافق هذه المسيرات فرق من الكشافة جابت شوارع المخيمات.

ويشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي كسرت جزءًا من حاجز الغربة، "فصرنا نتواصل مع أهلنا في الأراضي الفلسطينية في قرى الجليل وعكا وحيفا وصفد بهذه الوسائل الالكترونية، في وقت غياب جيل النكبة وكثير مما عايشوها" كما يقول.

ويؤكد علي أن العلاقة مع الأهل في الأراضي الفلسطينية تتجلى بأنهم يقومون بالعادات نفسها والتقاليد والمأكولات ذاتها والطقوس الرمضانية، ولا زالت بعض العادات قائمة في مخيمات اللجوء خاصة البيوت القريبة إلى بعضها، فيتبادلون الصحون والطعام، حيث تطبخ كل عائلة طبخة واحدة، ويتبادلون الطعام قبيل الإفطار بقليل.

ولفت إلى أن بعض المساجد في لبنان تصلي التراويح عشرين ركعة، وأخرى ثماني ركعات، والبارز أنه في اليوم الأول من رمضان لا تتسع المساجد للمصلين كأنهم في يوم الجمعة، ثم تبدأ بالتضاؤل والتناقص حتى تصل إلى النصف من رمضان، فيصبح في المسجد نصف المصلين الذين كانوا في بدايته، ثم يعود الناس في ليلة القدر من جديد.

ويتابع علي: "من أهم طقوس العبادة الصدقات والزكوات، وكثرة التجوال على المحتاجين في المنطقة، مثل فعالية المطبخ الخيري، حيث يقوم بها بعض الشباب دون توجيه حزبي أو إشراف من أي أحدٍ، فيجمعون المال ثم الخضروات واللحوم، واستئجار مكان ليطبخوا فيه، ويوزعون على المحتاجين".

ففي "وادي الزينة"، وهي منطقة صغيرة جدًا، -كما يقول- بدأت الفكرة قبل خمس سنوات من شاب صغير، كان يشتري يوميًا عشر وجبات ويوزعها، هذه السنة وصل عدد الوجبات إلى (256) وجبة توزع على المحتاجين في المنطقة.

ويوضح علي أن رمضان في المخيمات الفلسطينية في لبنان يمتاز بتأسيس الشباب لصندوق لجمع الزكاة والتبرعات، وتوزع هذه المبالغ على المحتاجين طوال العام، مضيفًا: "ساعات الصيام –فيما خلا ساعات العمل– مقسمة بين إعداد الطعام والعبادات وقراءة القرآن، والصلوات الخمس في المساجد، ويكثر المصلون في صلاتي العشاء والفجر في رمضان".

ويتزاور الناس سويًا، وتقام الولائم المتبادلة بين الأهل والجيران طيلة رمضان، وقد يصل بالشخص ألا يفطر في بيته أسبوعًا متتاليًا من كثرة الولائم، وأهم أطباق الفطور المتعارف عليها: الشوربة والسلطات كالفتوش والتبولة، مع صحن إضافي، أما السحور من الأكلات الخفيفة: كالجنبة واللبنة والشاي والكعك وغير ذلك.