قائمة الموقع

"مقلوبة" هنادي الحلواني تغيظ الاحتلال أمام أبواب الأقصى

2019-06-02T08:48:36+03:00

لا تمتلك المقدسية هنادي الحلواني سوى إرادة حديدية في مواجهة مخابرات الاحتلال التي تلاحقها منذ عام 2011م، عندما كانت تدرس القرآن في المسجد الأقصى المبارك، وما إن يقترب موعد انتهاء مدة إبعادها حتى يقتحم جنود الاحتلال منزلها لتسليم قرار جديد لها.

والتقت "فلسطين" هنادي الحلواني لتتعرف إلى سر طنجرة المقلوبة في الصراع مع مخابرات الاحتلال، أمام بوابات المسجد الأقصى المبارك.

تقول الحلواني: "سر طنجرة المقلوبة يعود إلى رمضان عام 2015م، عندما منعت من دخول الأقصى، وكان هذا القرار صادمًا لي، فأنا لم أتخيل أن يمنعني الاحتلال من الصلاة في المسجد الأقصى خلال رمضان، وبعد مرور وقت قصير على تلقي الصدمة قررت أن أكون بجانب الأقصى عند أقرب نقطة".

وتضيف: "باب السلسلة القريب من المسجد الأقصى مكان للرباط والإفطار، وكان معي أولادي ومجموعة من النساء، وعند المكان الذي منعت فيه من دخول المسجد الأقصى أفرغت طنجرة المقلوبة وضابط شرطة الاحتلال الذي منعني كان واقفًا مصدومًا مدهوشًا من قوة رباطنا، وأحضرت قوة من الشرطة وأحاطت بنا ونحن نتناول المقلوبة بسعادة لا توصف، ومن حولنا الضباط والجنود لا يملكون شيئًا سوى الإحاطة بنا والحراسة؛ فنحن ملوك المكان وهم يحرسون طنجرة المقلوبة".

تتابع الحلواني التي لا تفارقها الابتسامة بالرغم من الملاحقة الأمنية الشديدة لها ولزوجها وأولادها وعائلتها: "اعتقلت 25 مرة، ومكثت في السجن خمس مرات، وصنعت المقلوبة داخل السجن، فجن جنون ضابط المخابرات الذي صرخ قائلًا: (تصنعين المقلوبة في السجن وعلى أبواب المسجد الأقصى وداخله؟!)".

وتبين أنها أخضعت للتحقيق عشرات المرات، وأن قرارات الإبعاد بدأت من عام 2012م حتى عام 2019م، ويوجد بحقها قرار بالإبعاد مدة عام، مكملة: "وفي جولات التحقيق هددني محققو الاحتلال بإبعادي إلى غزة أو تركيا، وهددوني بألا أشارك في زواج ابنتي والفرحة بها، وقطعت مخصصات التأمين الوطني ومنعت من العلاج، وكل قرار للإبعاد ترفق به خريطة توضح مسار حركتي، وهم يرغبون ويتمنون أن أخالف الخريطة المرفقة بقرار الإبعاد حتى يعتقلوني ويفرضوا علي الغرامات المالية الباهظة".

وعن بداية يومها في شهر رمضان تقول الحلواني: "أنا لدي عائلة، وزوج، وفتاة في العشرين من العمر، وطفل في الحادية عشرة، وبعد الانتهاء من وجبة السحور والأعمال المنزلية أتوجه إلى مسجد عابدين القريب من مكان سكني، وأعلم القرآن، وعند المساء في يومي الخميس والجمعة أحضر عدة طناجر من المقلوبة وورق الدوالي، وأحملها أنا وزوجي وأولادي، ونضعها عند أقرب نقطة من المسجد الأقصى ونفترش الأرض، ويكون جزء مخصصًا للوافدين من الضفة الغربية إذ يشاركوننا في مأدبة الإفطار وجنود الاحتلال يحرسوننا، فطنجرة المقلوبة أينما وجدت تجد شرطة الاحتلال حولها، ويشاهد أفراد الشرطة تجمعنا عند الإفطار، وهم في حيرة من أمرهم".

وعن عذاب الاعتقال والملاحقة تقول الحلواني: "نساء القدس مستهدفات استهدافًا مباشرًا، وعند اعتقالنا يمعن ضباط السجون في تشديد الإجراءات، و"البوسطة" تستمر 10 - 20 ساعة عمدًا، وجميع رحلات "البوسطة" كنت أصوم فيها لأنه لا يسمح لي بالذهاب إلى الحمام والوضوء، وفي إحدى المرات طلبت كأس ماء عند حاجز الرملة كي أفطر عليها، وكان جوابهم الرفض وعدم الاستجابة لطلب إنساني".

اخبار ذات صلة