فلسطين أون لاين

لاعتكاف العشر الأواخر ضوابط وآداب ومبطلات

...
صورة أرشيفية
غزة/ مريم الشوبكي:

إن من أعظم العبادات وأجلها عبادة الاعتكاف، يتقرب بها العاكف إلى ربه تعالى ذلك لما فيها من خلوة لتصفية القلب، وتزكية النفس، والتفرغ لما يقرب إلى الآخرة، وتبدأ مع غروب شمس ليلة الواحد والعشرين من رمضان حتى غروب شمس ليلة شوال.

بين الداعية مصطفى أبو توهة أن الاعتكاف سنة ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان وفي غيره، وإن كان في رمضان أطهر وأشهر، والأصل في الاعتكاف ما قاله الله تعالى قال تعالى" وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " وقوله عليه الصلاة والسلام "من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، ما بين الخندق والآخر بعد الخافقين".

وأوضح أبو توهة لـ"فلسطين" أن الاعتكاف يبدأ في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم من غروب شمس ليلة الواحد والعشرين إلى غروب شمس ليلة شوال، وذلك بوقوع ليلة القدر في تلك العشر وإن كانت في الوتر منها, بشكل أخص في ليلة السابع والعشرين كما ذكر كثير من العلماء، وبعض الأصحاب.

وعرف الاعتكاف هو المكث في المسجد لبعض الوقت، وبالتالي فإن شرطي الاعتكاف هما: النية، والمسجد الجامع، ويصدق الاعتكاف على الليل والنهار وعلى ما هو أكثر من ساعة أو أقل منها.

وأشار أبو توهة إلى أن الاعتكاف هو عبادة يتقرب بها العاكف إلى ربه تعالى ذلك لأنه نوع من الخلوة لتصفية القلب، وتزكية النفس، والتفرغ لما يقرب إلى الآخرة.

ومن آداب وضوابط الاعتكاف، ذكر أن منها : التجرد وسلامة القصد لله تعالى وليس من أجل شيء آخر، ثم هو العزيمة على الاستكثار من فعل الخيرات والمبرات، وهي كثيرة من مثل صلاة التطوع، ونافلة الصيام، والذكر، وقراءة القرآن والتسبيح والأذكار إلى جانب عبادة التفكر والتأمل.

ولفت أبو توهة إلى أن من هذه الآداب التي ينبغي أن تراعى ألا يكون الاعتكاف تفرغا للباطل والقيل والقال واضاعة الأوقات والتسابق إلى الكسل والفتور، وغير ذلك مما نراه من بعض العاكفين الذين ربما يتحول بهم المسجد من بيت للعبادة إلى صالة أو مكان غير محمود.

وقال : " فجميل بنا أن نعتكف في رمضان تحديدا إحياء لسنته عليه الصلاة والسلام، والذي كان إذا جاءت العشر الأواخر شد مآزره وأقيظ أهله في كل رمضان، إلا الأخير من حياته فإنه اعتكف عشرين يوما ليختم حياته الشريفة عبدا طائعا مفتقرا إلى ربه كما أمره ربه عز" فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ".

وأضاف أبو توهة: " ويصدق على النساء ما يصدق على الرجال في هذه السنة المتبعة و قدوتهن في ذلك عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين، ولكن ضمن الضوابط الأخلاقية والأسرية التي تضمن المودة والرحمة بين الزوجين العابدين".

وتابع : "ويصح الاعتكاف من غير صوم عند أكثر العلماء لأنه مستحب عندهم لا واجب؛ والأوْلى بالمعتكف أن يصوم أو يعتكف في وقت الصيام (رمضان مثلا). ويجوز للمعتكف التنظف والتعطر والتزين في الملبس والمظهر".

ومن مبطلات الاعتكاف، أوضح أبو توهة أن الجماع إذا كان مرتكبه عامدا عالما ذاكرا لقول الله تعالى: "وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ" و الخروج من المسجد، ولا يبطله الخروج لقضاء حاجة دورة المياه، أو للوضوء والاغتسال الواجب، أو للأكل والشرب إن لم يستطع إحضاره إلا بالخروج، أو لعلاج من مرض شديد، و الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة عند أكثر العلماء.