أصرّت الجريحة أم أحمد البنا (45 عامًا) على القدوم إلى مخيم العودة شرق مدينة غزة لإحياء فعاليات يوم القدس العالمي، على الرغم من إصابتها برصاص قوات الاحتلال منتصف شهر ديسمبر الماضي.
وتتوكأ أم أحمد التي تنحدر من بلدة يافا المحتلة على عكازها لمساعدة نفسها على السير بصعوبة إلى مخيم العودة، بفعل أسياخ البلاتين التي تسبب لها عناء كبيرًا في حركتها.
وعن إصابتها تروى أم أحمد لـ"فلسطين": "أصبتُ في الجزء السفلي من قدمي بطلق متفجر أثناء مساعدة الشباب الثائر، ورغم إصابتي هذه، أطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع نحوي حتي لا تستطيع الطواقم الطبية إنقاذي".
وتشير إلى أنها أجرت ثلاث عمليات في مكان إصابتها من أجل إنقاذها من الهلاك الذي تسبب به الطلق المتفجر، وتبدو غير مطمئنة على حالة قدمها المهددة بالبتر، كما قالت.
لكن في مقابل هذا العناء، تؤكد "أم أحمد" أن مشاركتها في يوم القدس العالمي نابعة من ضرورة الحفاظ على هوية القدس ومسجدها الأقصى المبارك. داعيةً العرب والمسلمين إلى دعم الشعب الفلسطيني والحفاظ على المقدسات بالقدس من التهويد والسرقة.
وتبدو أم أحمد حزينة إذ إنها حتى هذا اليوم من عمرها، لم تُتَح لها فرصة زيارة المسجد الأقصى للصلاة فيه، بفعل حرمان الاحتلال الإسرائيلي سكان غزة من التحرك بحرية بين المحافظات الفلسطينية وإمكانية زيارة الأقصى.
وهذه السيدة هي أم لخمسة ذكور وأربعة الإناث، وتحرص على اصطحابهم معها في مسيرة العودة رغم خوفها عليهم من تعرضهم لاعتداءات الاحتلال، كما تقول.
وأحيا عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين "يوم القدس العالمي" أمس، من خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي قطاع غزة، تضامنًا مع المدينة المقدسة وسكانها الذين يتعرضون لانتهاكات إسرائيلية متواصلة.
وتطالب بتطبيق قرار الأمم المتحدة ١٩٤ الذي يقر بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية سنة 1948، وكسر الحصار الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 13 سنة.
وتوافد المواطنون على مخيمات العودة المنتشرة قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الـ48، في الجمعة الـ60 من مسيرات العودة والتي وافقت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
كانت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار دعت جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة في فعاليات جمعة "يوم القدس العالمي" حتى تحقيق أهداف مسيرة العودة التي انطلقت من أجلها وهي تطبيق حق العودة، وكسر الحصار الظالم عن غزة ورفضاً لصفقة القرن الامريكية وما يسمى بالوطن البديل عن فلسطين.
وانطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس 2018، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وذلك في 5 مخيمات أقيمت شرقي القطاع على مقربة من السياج الفاصل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأدى القمع الإسرائيلي للمسيرات السلمية إلى استشهاد 305 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة، وصل منهم 17335 إلى مستشفيات القطاع، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.